بعد البيان الذي أعلنته وزارة الدفاع الروسية حول نشر قاذفات إستراتيجية لها في إيران، سارعت الأخيرة لتأكيد هذا الخبر وتحويله إلى تعاون عسكري استراتيجي استعرضت به قوتها ولكن بعضلات روسية، لتثبت بخطوتها هذه مرة أخرى أنها تنزف هلاكاً، ولم يعد باستطاعتها أن تكمل مشوارها في تصدير إرهابها، فذهبت تستنجد بالدب الروسي حتى لا تسقط سقوطاً مدوياً، وتراجع حسابها في استثمار دور موسكو في تثبيت سيطرتها على سوريا هذا ما أكده تقرير لمركز المزماة الإماراتي للدراسات والبحوث والتي تسلمت "الرياض" نسخة منه. حيث أكد التقرير أن إيران التي تحاول جر روسيا إلى الملف اليمني لإنقاذ حليفها الانقلابي، أصبحت تقدم لها المزيد من التنازلات، ومنحتها القاعدة الجوية في همدان من أجل ضرب معارضي حليفها بشار الأسد، وهو ما يخالف الدستور الإيراني، إذ أكد عضو لجنة الدفاع بمجلس الشورى حشمت فلاحت بيشه أن منح الروس قاعدة في إيران يخالف المادة 176 من الدستور، في حين رد عليه رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني أن إيران تتعاون مع روسيا في الكثير من القضايا لاسيما الأزمة السورية، لكنها لم تمنحها أي قاعدة عسكرية، وأضاف لاريجاني "إننا مسرورون من تزايد الاهتمام الروسي في الأزمة اليمنية، وأضاف أن حديث بعض وسائل الإعلام في هذا الموضوع لا أساس له من الصحة، لينفي بذلك اعترافات وتأكيدات المسئولين الإيرانيين بحقيقة هذا الأمر، وهو ما يظهر عمق التخبط الذي يعيشه قادة طهران في هذه الأيام نتيجة الخسائر السياسية والعسكرية المتلاحقة". وأضاف التقرير انه في نفس الوقت سارع علي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني إلى الدفاع عن فتح بلاده قاعدة همدان الجوية أمام المقاتلات الروسية لتجنب الإحساس بالخزي بقوله "تعاوننا مع روسيا في مجال مكافحة الإرهاب في سوريا استراتيجي، وطهران تتقاسم مع موسكو قدراتها العسكرية". وأشار التقرير إلى أن وزارة الدفاع الروسية قد أصدرت بياناً أعلنت فيه إقلاع قاذفات (تو-22 إم 3) وقاذفات (سو 34) الروسية من قاعدة جوية إيرانية في مدينة همدان لتشن غارات على الإرهابيين في سوريا، وجاء في هذا البيان أن طائرات قاذفة بعيدة المدى من طراز (تو-22 إم3)، وقاذفات من طراز (سو – 34) أقلعت من مطار همدان الإيراني وشنت غارات مكثفة على مواقع تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" في محافظات حلب ودير الزور وإدلب في سوريا، ولم يكن من الجانب الإيراني إلا أن يعلن عن حقيقة هذا الأمر، معتبراً أن هذا التعاون ليس جديداً بين إيرانوروسيا، وأنه تعاون استراتيجي سيؤثر على الملف السوري، ليتبين حقيقة هدف التنازلات الإيرانية للجانب الروسي، وهو إنقاذ طهران من المستنقع السوري واليمني، ولم يكن أمامها سوى دعوة روسيا إلى استخدام أراضيها لشن غارات على معارضي نظام بشار الأسد الذي أخذت قواته المدعومة من الحرس الثوري وحزب الله تتعرض لهزائم كبيرة وخاصة في حلب، فلا مانع الآن من أن تصبح جمهورية الخامنئي حاملة طائرات لفلاديمير بوتن، مقابل صمود إيران مزيداً من الوقت. وأكد التقرير مهما كانت المبررات الروسية لهذه الخطوة، فإن الخبراء يعتبرون أن هذا التطور العسكري الروسي جاء بدعوة إيرانية قدمت لأجلها العديد من التنازلات بهدف انخراط روسي أكبر في العمليات العسكرية في المنطقة، وفي نفس الوقت ترى روسيا أنه من الممكن مساواة قاعدة همدان في إيران في أهميتها مع قاعدة أنجرليك التركية التي تستخدمها قاذفات الناتو، وهو ما أكده فلاديمير أحمدوف كبير الباحثين في معهد الاستشراق بموسكو حين اعتبر أن الوجود الروسي في إيران، محاولة لخلق توازن قوى جديد في المنطقة، ورسالة إلى الناتو الذي يستخدم قاعدة جوية في تركيا، كما أكد هذا الباحث أن سماح إيرانلروسيا بالتواجد العسكري على أراضيها حقق لموسكو حلما تاريخيا يتمثل بسعيها للوصول إلى مياه منطقة الخليج والمحيط الهندي بهدف تثبيت نفوذها في المنطقة والعالم. روسياوإيران مصالح إستراتيجية ومواقف سياسية متطابقة