أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أمس انه سيتم رفع جزء من العقوبات الاقتصادية والتجارية الأميركية المفروضة على حكومة السودان. وذكر مسؤولون أميركيون أن السودان سيظل على لائحة "الدول الراعية للإرهاب" مع بقاء بعض العقوبات الموجهة ضد الخرطوم، وذلك رغم تحقيق النظام السوداني تقدما في ما يخص وقف ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في الداخل. وقال مسؤول رفيع للصحافيين: "قررت الولاياتالمتحدة رسميا رفع بعض العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان"، وجاء رفع العقوبات بحسب شرح المسؤول "تقديرا لإجراءات حكومة السودان الايجابية في خمسة مسارات رئيسية". كما ذكر بيان للمتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت أن قرار رفع العقوبات المحددة سيسري الأسبوع المقبل في 12 أكتوبر. وقال مسؤولون أميركيون إن تعاون الولاياتالمتحدة والسودان في مجال مكافحة الإرهاب أحرز تقدما، كما أن الخرطوم تساعد الآن في الجهود الإقليمية لملاحقة جوزيف كوني قائد "جيش الرب المقاوم". لكن يبقى هناك بحسب المسؤولين الكثير من العمل، وواشنطن تريد أن تلمس تقدما أكثر في سلوك السودان قبل أن يكون هناك نقاش حول استعادة العلاقات الدبلوماسية كاملة. ويأتي رفع الولاياتالمتحدة لجزء من العقوبات الاقتصادية المفروض على الخرطوم، انتصاراً للدبلوماسية السعودية، واستكمال لعملية بدأها الرئيس السابق باراك أوباما في نهاية ولايته وعارضتها جماعات حقوقية. وفي 13 يناير الماضي، شكر الرئيس السوداني، عمر حسن البشير، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، معبراً عن امتنانه للجهود التي قامت بها المملكة في هذا المجال لدعم رفع العقوبات، وذلك في اتصال هاتفي هنأ فيه خادم الحرمين الشريفين الرئيس السوداني، بقرار رفع بعض العقوبات الأميركية عن السودان. وكان الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، أعلن في 13 يناير رفع بعض العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان، مشيراً إلى تطورات «إيجابية» من جانب هذا البلد حدثت خلال الأشهر الستة الأخيرة، في حين رحبت الحكومة السودانية بتلك الخطوة، معتبرة أنها تمثل تطوراً إيجابياً هاماً في مسيرة العلاقات الثنائية بين السودان والولاياتالمتحدة الأميركية. ورحب السودان بقرار الولاياتالمتحدة رسميا رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية عنه، ورأى في ذلك «قرارا ايجابيا» من جانب واشنطن. وجاء في بيان للخارجية السودانية نقلته وكالة الأنباء الرسمية السودانية «رحب السودان قيادة وحكومة وشعبا بالقرار الايجابي الذي اتخذه فخامة الرئيس دونالد ترمب رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية، والذي قضى برفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية عن السودان بشكل كامل ونهائي». فيما هنأ سفير خادم الحرمين الشريفين في السودان علي بن حسن جعفر عبر حسابه في «تويتر» السودان حكومة وشعبا بإلغاء العقوبات. وكتب يقول: «هنيئا لأهل السودان وقيادتهم برفع العقوبات ووقفة المملكة مع السودان قيادة وشعباً تثبت أصالة قيمها». فيما اندلعت تظاهرات عفوية في أحياء متفرقة مدن العاصمة الخرطوم فرحا بالقرار الذي أنهى جزءاً من العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان منذ أكثر من 20 عاماً.