عاد الاتفاق من جديد إلى دوامة الخسائر المتتالية، بعد تعرضه للخسارة الثالثة، مقابل تعادل واحد، وفوز وحيد، في خمس جولات فقط من بداية الدوري السعودي للمحترفين، ما ساهم في قلق الجماهير الاتفاقية من تكرار سيناريو الموسم المنصرم، عندما صارع الفريق على أمل البقاء في الدوري في الجولات الأخيرة، مستفيداً من نتائج منافسيه التي خدمت حظوظه في التمسك بمقعده في دوري الأضواء. البداية الاتفاقية هذا الموسم اختلفت عن بداية الفريق القوية في الموسم الفارط، فيما اكتفى الاتفاق هذا الموسم بالتألق في دورة تبوك الدولية الودية الثانية، التي حقق لقبها دون خسارة، وبشباك نظيفة، وبتألق لاعبيه، الذين حققوا جوائز الأفضلية في الدورة، ما أبهج المدرجات الاتفاقية، وطمأنها كثيراً على حضور قوي ومختلف في الدوري، وهو ما كشف عنه الفريق بانتصار مستحق على الأهلي، ثم خطف تعادلاً ثميناً في ملعب النصر، قبل أن يظهر التحول السلبي الكبير، ويستسلم الفريق لدائرة الخسائر في المواجهات الثلاث التالية، أمام القادسية، الشباب، والفيصلي على التوالي، في نزيف خطير للنقاط، وفِي وقت باكر من عمر الدوري. إدارة الاتفاق الشابة تعد من الإدارات الداعمة والقريبة من الفريق، وهيأت كل سبل النجاح للاعبين، بداية من المعسكر التحضيري في تركيا الصيف الماضي، ثم المشاركة المتميزة في دورة تبوك، وقبل ذلك التعاقدات المثمرة مع اللاعبين غير السعوديين، مع استقطاب جهاز فني جديد بقيادة الصربي ميودراج يسيتش، إلا أن كل هذه الجهود ذهبت أدراج الرياح، بعد خمس جولات فقط من مشاركة الفريق في الدوري السعودي، دون تفسير فني واضح، يقنع الجماهير الاتفاقية، على المستقبل الذي ينتظر فريقها هذا الموسم. على الإدارة الاتفاقية التفكير بعمق ومعالجة الأخطاء داخل منظومة النادي، قبل النظر في القرار الأسهل عادة والمتوقع باستبدال الجهاز الفني، وهو القرار الذي يحمل بين طياته حدين، كمغامرة قد تصيب وقد تخيب، وتضع الفريق في دوامة لا نهاية لها من افتقاد الاستقرار الفني، ولعل فترة التوقف المقبلة ستكون فرصة سانحة لتعديل المسار الاتفاقي، والعودة إلى واجهة الانتصارات، وإيقاف الهدر الكبير في النقاط، الذي وضع الفريق في مراكز متأخرة جداً في سلم الترتيب، لا تليق بتاريخ وعراقة الاتفاق، ويبرز في هذا الصدد دور أعضاء الشرف في تعزيز جهود الإدارة، ومكاشفتها بأي أخطاء، والعمل على تهيئة اللاعبين معنوياً وفنياً قبل الجولات المقبلة، التي سيكون تكرار الخسارة خلالها مؤشراً خطيراً، وجرس إنذار باكر، سيهوي بالفريق للمرة الثانية إلى غياهب الهبوط المرّ.