أكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية أن ما تحقق في موسم حج العام 1438ه يأتي بتوفيق الله ثمّ بما وفرته حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- من إمكانات بشرية ومادية لخدمة ضيوف الرحمن. وقال الأمير خالد الفيصل لدى ترؤسه اجتماع لجنة الحج المركزية بديوان الإمارة بالعاصمة المقدسة بحضور نائب أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن بندر "أُحيي جميع الجهود التي بذلتها كافة القطاعات المشاركة في موسم حج العام الماضي والتي مكّنت ضيوف الرحمن بعد توفيق الله من تأدية شعائر الحج بيسر وطمأنينة"، داعياً تلك الجهات لمواصلة الجهود والبدء فوراً للتحضير لموسم الحج المقبل. ووجه أمير منطقة مكةالمكرمة بدراسة كافة الملاحظات التي تم رصدها خلال موسم الحج وإيجاد حلول لها قبل الموسم المقبل، على أن تتم مناقشة ملاحظات كافة القطاعات في ورشة عمل الحج القادمة. وخلال الاجتماع وافق سمو رئيس لجنة الحج المركزية على عقد ورشة عمل الحج السنوية والتي تُشارك فيها كافة الجهات المعنية لبحث تطوير الخدمات في الحج أسوة بما تم خلال الأعوام الماضية التي كان لها أبلغ الأثر الإيجابي في معالجة الملاحظات والسلبيات وتعزيز الإيجابيات وتحقيق التناغم والتكامل الذي اتسم به أداء كافة الجهات وساهم بعد فضل الله بشكل كبير في نجاح موسم حج 1438ه، وتعقد الورشة في عامها الثالث بعد أن عُقدت أول ورشة بعد موسم حج 1436ه. واستعرض أمير منطقة مكةالمكرمة خلال الاجتماع أعداد الحجاج المغادرين والبالغ عددهم أكثر من 1.3 مليون حاج عبر كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية، كما تطرق الاجتماع إلى إيجابيات موسم حج العام الماضي 1438ه ومن أبرزها المشاريع التي نفذتها هيئة تطوير منطقة مكةالمكرمة والمخصصة لخدمة الحجاج بالمشاعر المقدسة والتي تم إنجازها في وقت قياسي، كذلك نجاح تجربة إرسال فريق عمل من الجوازات إلى مطار كوالالمبور لإنهاء إجراءات 7 رحلات وعلى متنها 1692 حاجاً وأخذ الخصائص الحيوية لهم، ومواصلة انخفاض أعداد المتسللين للحج بدون تصريح حيث تشير الإحصاءات إلى أن نسبتهم هذا العام بلغت 3 % فيما بلغت العام الماضي 5 % وسجل العام الذي سبقه نسبة 9 % وكان لحملة الحج عبادة وسلوك حضاري الأثر الإيجابي في رفع مستوى الوعي بأهمية الالتزام بالأنظمة كما ساهمت بشكل فاعل في انخفاض نسب المخالفين، الأمر الذي انعكس على تحسن مستويات النظافة وسلاسة حركة المركبات والمشاة والحشود وانخفاض الافتراش، وخلو الحج -ولله الحمد- من الحوادث والأمراض الوبائية والمعدية، إضافة إلى توفر كافة الخدمات الأساسية في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، وانسيابية حركة عموم قاصدي المسجد الحرام وتمكنهم من أداء شعائرهم بيسر وسهولة. ومن إيجابيات موسم الحج الماضي أيضاً، سلاسة عمليات نقل الحجاج خلال رحلة المشاعر المقدسة (بقطار المشاعر أو الحافلات) وانتقال الحجاج لوجهاتهم -ولله الحمد- بيسر وأمان وسهولة خلال المواعيد المستهدفة دون أي مشاكل وسلبيات تذكر، وتمكين كافة الحجاج الراغبين في التنقل بين مساكنهم والمسجد الحرام لأداء الصلوات من خلال شبكة نقل واسعة بالحافلات غطت جميع مواقع سكن الحجاج بمكةالمكرمة، وقد تم منذ بداية موسم الحج وحتى اليوم تنفيذ أكثر من 50 مليون رحلة راكب بالحافلات بين المساكن والحرم لأداء الصلوات، إلى جانب انحسار ظاهرة ارتداد الحركة لساعات طويلة في نقاط الفرز بصفة عامة، والانتهاء من إخلاء الجهات المطلوب خروجها من مشعر منى وتخصيص مواقعها لسكن الحجاج، وإصدار حوالي 3949 تصريحا لمباني إسكان الحجاج، ومن الإيجابيات التي تم رصدها ميدانيا الأمن والسكينة التي عمت كافة مواقع تواجد الحجاج في مدن الحج والمشاعر المقدسة نتيجة الجهود الأمنية والتواجد الأمني الجيد. ومن الإيجابيات أيضا شمولية أكثر من 50 % من مخيمات مشعر منى بنظام التكييف الجديد المطور، وجاهزية كافة مواقع سكن الحجاج في عموم المشاعر المقدسة، وضبط العديد من مكاتب وحملات الحج الوهمية والتي بلغ عددها 80 مكتباً والقبض على (94) شخصاً مخالفاً من قبل شرطة المنطقة، وافتتاح وتشغيل مستشفى الحرم للطوارئ لموسم حج عام 1438ه بسعة (50) سريراً، وتطوير عدد (14) مركزاً صحياً بمشعر عرفات، ورفع الطاقة الاستيعابية في مجمع الطوارئ بالمعيصم، وزيادة عدد أسرة ضربات الشمس والإجهاد الحراري بجميع مستشفيات المشاعر إلى 286 سريراً، وتسيير قافلة خادم الحرمين الشريفين الطبية بتصعيد أكثر من 400 من المرضى الحجاج المنومين إلى المشاعر المقدسة لأداء مناسك الحج، وتجهيز عدد 550 غرفة عناية مركزة للحالات الحرجة، ونجاح المسار الإلكتروني لحجاج الداخل والخارج والمجاملة والمنظمين، والتخصيص المبكر لمخيمات الحجاج بالمشاعر المقدسة، وأخيراً تطور آليات وخطط تفويج الحجاج للجمرات والقطار وارتفاع نسبة الالتزام ببرامج التفويج. واستعرض اجتماع لجنة الحج المركزية أيضاً الملاحظات التي تم رصدها ميدانياً خلال الموسم، ومن أبرزها قلة منظومة اللوحات الإرشادية بشكل عام في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، انتشار ظاهرة التسول والباعة الجائلين والبسطات العشوائية. ومن الملاحظات أيضاً معاناة سكان بعض أحياء مكةالمكرمة في الوصول لمنازلهم وأعمالهم خلال الفترة من ( 7 – 13 ) ذي الحجة ( خاصة في العزيزية وأحياء شرق مكة ) بسبب الزحام الشديد وكثرة الحواجز، ودخول عدد كبير من الدراجات النارية تقوم بتحميل ونقل الحجاج مما يؤثر على حركة المشاة وإعاقة حركة السير.