منذ أن وحد الملك عبدالعزيز الجزيرة العربية أقام مشروعه في ذلك على التنمية بمفهومها العميق فأدرك بنظرته الثاقبة أن أساس التنمية يبدأ من إرساء قواعد الأمن والأمان والاستقرار ومنه تنبثق مجالات وقوة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية وغيرها. لقد كان أمامه مشروع كبير بذل فيه كل جهوده وتضحياته وهو بناء هيكل موحد للحكم في بلد متعدد العادات والتقاليد والمفاهيم بين قبيلة وقبيلة ومدينة وريف وبادية وبين منطقة وأخرى أساسه دستور لا يختلف كل أولئك عليه ألا وهو كتاب الله وسنة نبيه، وسار أبناؤه الملوك من بعده يعملون على نهجه ويستمرون في نهضات تنموية جبارة وصلت بالمملكة إلى مصاف دول عالمية متقدمة. يحق للشعب السعودي أن يحتفل وأن يفتخر ويظهر اعتزازه بذلك التاريخ العظيم وتلك الإنجازات الهائلة وأن يحيي ذكرى رجل عظيم أنقذ شعبه من كوارث التمزق والتشرذم وخطر التهاوي على يد قوى الغدر والاستعمار والطائفية والقبلية. لقد أصبحت مملكتنا الحبيبة تنعم بثمرات تلك الجهود فها هي المدن الاقتصادية والصناعية والعلمية والسياحية ومراكز البحوث والعلوم الكونية والإنسانية وغيرها تستمر في تنمية مستدامة يسهم القطاع الخاص في الكثير من برامجها وإداراتها ومؤسساتها حقق فيها أكثر من مليون فرصة عمل لمواطنيه. خلال مسيرة الثمانية وسبعين عاماً لم تبنِ المملكة مكانتها في المحافل العربية والإسلامية فحسب بل هي رائدة على المستوى الدولي في كثير من قضايا العدل والدفاع عن الشعوب المظلومة وإرساء قواعد الأمن والسلام والاستقرار. واليوم في هذه المرحلة الحاسمة مرحلة التحدي والحزم والعزم عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تتوالى المنجزات وتتحقق الأمنيات بقيادته الحكيمة -أيده الله- وبجانبه عضيده وسنده سمو الأمير العصامي الشاب الهمام محمد بن سلمان الذي يقود الرؤية المستقبلية المبشرة للجميع باقتصاد مزدهر ومستقبل واعد طموح. هنيئاً لنا جميعاً بهذا اليوم والتهنئة مرفوعة لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وللأسرة المالكة الكريمة ولشعبنا السعودي العظيم، وكل عام ووطننا بخير.