قال رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية د. جمعان رشيد بن رقوش: إن في تاريخ كل أمة حدثاً رئيسياً يشكل تحولاً جذريًّا في مسيرتها نحو المستقبل، ويعد حجر الزاوية في أساس بنائها وانطلاقها نحو السؤدد والريادة في مختلف مناحي الحياة، وتتجسد في اليوم الوطني للمملكة جميع تلك المعاني والأفكار فهو اليوم الذي شهد ميلاد دولة عظيمة استصحبت إرثاً مفعماً بكل معاني الفخر والعزة والأمجاد لتنطلق بعزم وثبات لتأسيس وطن قلما يجود الزمان بمثله، نباهي به العالم، ونفاخر به الشعوب. وقد بين أن ذكرى اليوم الوطني مناسبة عزيزة على قلوب الجميع تجدد ذكرى كفاح الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيّب الله ثراه- ورجاله الأفذاذ الذين سطروا ببطولاتهم تاريخ المجد ووضعوا لبنات هذا البناء الشامخ الذي أضحى اليوم مقصداً للناس اقتصاديًّاً وسياسياً، ولطالما كان قبلة للناس ارتضاها الله لعباده المؤمنين، إنها ذكرى نتوقف عندها لنستمد منها أسباب القوة ونستلهم منها معاني حب الوطن والتضحية بكل غال في سبيل وحدته ونهضته ورخائه. وأشار إلى أن المملكة اختطت منذ نشأتها على يد المؤسس الباني ومن بعده أبناؤه البررة منهاجاً واضحاً لم يحيدوا عنه في مختلف الظروف والأحوال وهو السعي دونما كلل للأخذ بأسباب التطور والازدهار وتحقيق الرخاء والتنمية لهذا الشعب الوفي، معتصمين في ذات الوقت بتعاليم الشريعة الإسلامية السمحة التي اتخذتها المملكة منهاجاً ودستوراً. وتابع ابن رقوش: إننا في هذه الذكرى الغالية التي ندرك تماماً أهميتها وسموها، نغتنم هذه السانحة للعمل سوياً لترسيخ معاني الوفاء لمن بنوا مجد هذا الوطن المعطاء، ولنعمق معاني الولاء والوفاء في نفوس الأجيال الناشئة، بما يغرس فيهم المواطنة الصالحة وحب الوطن والولاء لقيادته الرشيدة، لتبقى مملكتنا شامخة عزيزة مهابة، فلقد أثبتت المملكة أنها الدولة الأكثر قدرة على تحقيق أمن واستقرار محيطها الإقليمي والدولي ولعل "عاصفة الحزم" أصدق دليل على ذلك، وهي عاصفة الحق التي ناصرت الشرعية، ليعلم العالم كله أن المملكة تمتلك زمام المبادرة، ولها اليد الطولى في نصرة الشعوب المغلوبة على أمرها، وأنها دولة قادرة على حماية حدودها وحماية مواطنيها.