وضعت الدولة الاهتمام بالعنصر البشري وبناء الإنسان السعودي في صلب اهتماماتها في شتى خطط وبرامج التنمية مما يعكس حرص الدولة وسياستها الدائمة نحو المواطن وتأمين كامل احتياجاته سواء في التعليم أو الصحة أو الإسكان وغير ذلك، وتحرص الدولة على جعل التعليم أساساً لترسيخ العقيدة الإسلامية لدى أبناء الوطن، وغرس القيم وترسيخ المواطنة والعمل على تغيير الكثير من السلوكيات وتنشئة أبناء الوطن وبنائه عقلياً وروحياً، والسعي لتحقيق الامتداد المعرفي المهاري لمفهوم ريادة الأعمال، ولا أدل من اهتمام المملكة ببناء الإنسان من الجهود التي تبذل من أجل الموهوبين من أبناء الوطن من خلال مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع، والتي ترعى الموهوبين من الذكور والإناث، وتدعم قدراتهم في إنتاج الأفكار الابتكارية، والسعي في تقديم المنح لهم لتمكينهم من تنمية قدراتهم، وإشعال المنافسة بينهم من خلال جوائز في الموهبة والإبداع، والمساهمة في إعداد البرامج والبحوث والدراسات العلمية في مجال الاختصاص، وتوفير الدعم والرعاية للموهوبين والمبدعين وأسرهم لمساعدتهم في تذليل الصعوبات التي تعتريهم، علاوة على تنمية واستثمار الاختراعات والابتكارات، والتنسيق مع المؤسسات والمراكز داخل المملكة وخارجها في مجال الاختصاص، إلى غير ذلك من أهداف تعد مفخرة للوطن. وأولت حكومتنا الرشيدة بناء المواطن صحياً جل اهتمامها، حيث غطت المستشفيات أرجاء المملكة، ووفرت الرعاية الصحية للطفولة والأمومة، وهيأت وبكفاءة الفئات الأكثر عرضة للمخاطر، وسعت إلى إيجاد برامج التأمين الصحي اهتماماً منها بالإنسان وارتقاء بالخدمات الموجهة له، فهو محور اهتمامها، حيث وفرت له الرعاية الصحية والوقائية، ومكنته من الحصول على بيئة صحية متكاملة، جعلته قادراً على بناء نفسه وتأمين الرعاية الكاملة له ولأسرته، وكثفت خطط التنمية وبرامج الرعاية الصحية. وتضامنت معها كافة المؤسسات الأخرى باهتمامها بصحة منسوبيها، وتوفير البرامج الصحية لهم، وبدورها وسعت دائرة الخدمات الصحية، لتتواكب مع الزيادة السكانية للبلد، وتتجه الوزارة إلى مواجهة تحديات المستقبل واحتياجات الأجيال الجديدة لتكون الخدمة الصحية رافداً مهماً لتحقيق المستهدف الاقتصادي للرؤية السعودية، وسيعمل القطاع الصحي على تمكين الأسرة من القيام بدورها في تقديم الرعاية المنزلية لأفرادها، وسيتم تقديمها من خلال شركات حكومية تمهيداً لتخصيصها، والعمل على توسيع قاعدة المستفيدين من نظام التأمين الصحي، لتحسين جودة الخدمات وتسهيل وتسريع خدمة المواطنين، ورفع قدرات الأطباء في مواجهة وعلاج المريض وخاصة ذوي الأمراض المزمنة التي تشكل خطراً على صحة المواطن، وتتجه وزارة الصحة نحو نقل واجب تقديم الخدمات الصحية تدريجياً إلى شبكة من الشركات الحكومية للتنافس فيما بينها في تقديم خدمات أفضل للمواطن. سخّرت الدولة خيرات الوطن لبناء وتأهيل الإنسان السعودي ليأخذ مكانه الحقيقي بين شعوب العالم ومع هبوط سعر النفط إلاّ أن ذلك لم يعق المملكة في السير نحو تنفيذ برامجها التنموية ورفع كفاءة الاقتصاد، وتعزيز الاستثمار وخلق الفرص الاستثمارية التي ستؤتي أكلها مستقبلاً، وحكومة المملكة وفق سياستها التنموية تتجه للاستثمار في بناء الإنسان ورعايته بهدف مساهمته في التطوير من نفسه ويصبح عضواً فعالاً ومنتجاً، وجاءت تأكيدات الملك سلمان -حفظه الله- في كلمته أمام مجلس الشورى على مواصلة الاستثمار في بناء الإنسان والتنمية، لينبئ ذلك عن مرحلة انتعاش قادمة رغم انخفاض سعر النفط في الفترة الماضية، بفضل سياسة المملكة الحكيمة، التي أدارت عجلة التنمية ومشروعاتها من السير باقتدار وثبات، مع مواصلة الإنفاق عليها، حيث إن هيكلة المجالس الجديدة التابعة لمجلس الوزراء كان لها الأثر المتسارع في متابعة المشروعات. وقد احتلت برامج البناء الاجتماعي للإنسان موقعاً بارزاً في التنمية، وحيث إن بناء الإنسان اجتماعياً يمثل بُعداً مهماً لدى خادم الحرمين فقد أتت هذه البرامج لتحكي عن آماله وتطلعاته في الاهتمام بوسائل الرعاية الاجتماعية، لتحقيق الاستقرار والحياة الإنسانية الكريمة للمواطن، وتوفير فرص العمل ورفع كفاءة الأداء، وقد أنشأ صندوق التنمية البشرية بهدف توظيف المواطنين وتدريبهم وتشجيعه على العمل في القطاع الخاص، ودعم جهود تأهيل القوى العاملة الوطنية التي تصب في مصلحة المواطن وتنميته، كما نال أفراد المجتمع السعودي بفئاته العمرية ومن مختلف المناطق، حصتهم من برامج التنمية، ونالت المرأة أيضاً نصيبها من الاهتمام بوصفها ركناً مهماً وفاعلاً ومشاركاً في البناء والتنمية، إذ لدينا من الكفاءات المتفوقة والمتميزة في كافة المجالات التي اعتلت منصات التتويج في المحافل المحلية والدولية من الشابات الطموحات الكثير. وحرصت وزارة العمل على تأهيل أبناء الوطن لممارسة أعمالهم الحرة وإدارة مشروعاتهم الخاصة من خلال تطبيق توطين قطاع الاتصالات، وسعيها في عقد دورات تدريبية لتوجيه أبنائنا إلى الطريق الصحيح نحو البدء في مشروعاتهم الصغيرة، وتمويلها من خلال معهد ريادة الأعمال الوطني -ريادة- وبالشراكة مع البنك السعودي للتسليف والادخار، وقد اهتمت "ريادة" بهذا الجانب من خلال إطلاق برنامج "توطين الاتصالات" لأنشطة البيع أو الصيانة، وتقديمها المساعدة في تحديد الفكرة وإعداد دراسة الجدوى ووضع خطة للمشروع، وتزويدها بكافة المهارات المعينة لتأسيس المشروع وتشغيله، علاوةً على منحهم مكافأة شهرية، ويصب الاهتمام بهذه الفئة من الشباب من خلال نشر ثقافة العمل الحر وتقديم الاستشارات لهم وتسهيل حصولهم على التمويل والتراخيص. وتبنت الدولة وفق خططها المتكاملة تقديم دعمها المادي والفني والخدمي لكافة شرائح المجتمع، من خلال دعم الأرض وتقديمها للمواطن الخدمات الأساسية التي تسهل عليه البناء والمشاركة في عدد من الخدمات المهمة، وقد سعت المملكة إلى توفير السكن الملائم للمواطن بهدف استقراره، حيث إن ذلك يمثل أهم القضايا المجتمعية باعتبار أن السكن متطلب أساسي لبناء حياة الإنسان، ووزارة الإسكان تسعى إلى تمكين الطلب ودعم العرض، سعياً منها في توفير السكن الملائم لكافة المواطنين، وذلك من خلال رؤيتها الإستراتيجية التي تضمنت مجموعة من الخطط والبرامج والمبادرات المهتمة بتنمية القطاع، ضمن رؤية 2030م التي تهدف إلى تحقيق المزيد من التنمية المستدامة، التي ستنعكس على استقرار المواطن ورفاهيته وتحقيق تطلعاته، وتتجه إلى تحقيق هدفين أساسيين وهما تمكين طلب المواطنين المستحقين ودعم المعروض السكني، وقد سعت الوزارة إلى تحسين أداء القطاع العقاري ورفع مساهمته في الناتج المحلي، ورفع الإنتاجية لتوفير منتجات سكنية بأسعار وجودة مناسبة، وتمكين المواطنين من الحصول على تمويل سكني مناسب، وكذلك جذب المستثمرين، ورفع نسبة الوحدات السكنية إلى (50 %)، وخفض سعر الوحدات السكنية من إجمالي دخل الفرد السنوي، كما شرعت الوزارة في تسليم المواطنين وحدات سكنية بمشروعات الإسكان في عدة مناطق. الاستثمار في صناعة العقول المبدعة أثمر دعم واهتمام الدولة أهّلا العديد من بنات الوطن للمنافسة في شتى الميادين تأهيل الخبرات الوطنية وتطوير قدراتها مسيرة لا تتوقف المرأة السعودية تفوقت في شتى المجالات نظير الدعم والاهتمام