أصدقائي السعوديون الأعزّاء، باسم رئيس الجمهورية الفرنسية وباسم طاقم سفارة فرنسا لدى المملكة العربية السعودية، أريد أن أتقدّم لحكومة المملكة العربية السعودية ولشعبها بأحرّ وأصدق التهاني بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني السعودي. ففي هذه المناسبة، أريد أن أعرب عن مدى افتخاري بتمثيل وطني، كسفير لفرنسا، في المملكة العربية السعودية. وأودّ أيضاً أن أتطرّق إلى العلاقات الثنائية التي تربط البلدان الصديقان. أودّ أن أذكّر بأن شراكة إستراتيجية خاصة تربط فرنسا والمملكة العربية السعودية. فافتتحت فرنسا قنصليتها الأولى في مدينة جدّة عام 1839، ومنذ اللقاء الذي جمع الجنرال ديغول والملك فيصل عام 1967 تميّزت علاقاتنا الثنائية بالاتصالات السياسية كما الشخصية بين أعلى السلطات. وسنحتفل هذه السنة بالذكرى الخمسين لهذا اللقاء التاريخي. عقد البلدان علاقات قوّية ووطيدة ووثيقة. فتشاطرت فرنسا والمملكة العربية السعودية بالفعل تقارب رؤى واسعاً حول الملّفات الإقليمية والدولية الرئيسية كما حول تحدّيات القرن الواحد والعشرين الهامة. فيعكس نطاق علاقاتنا الثنائية وبعدها ومستواها الروابط الوثيقة بين بلدينا لمصلحة الشعبين الفرنسي والسعودي. إن فرنسا والمملكة العربية السعودية لديهما طموح مشترك ألا وهو التأكّد من أن شراكتهما الاقتصادية متماشية مع علاقاتهما السياسية المتميّزة. سيركّز البلدان على عزمنا المتبادل بتعزيز الشراكة الفرنسية - السعودية الإستراتيجية وتعميق علاقاتنا المتميّزة من خلال تحسين تجارتنا في إطار الرؤية السعودية 2030، وخطة الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية الجريئة التي يدعمها وينفذّها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان. إن المملكة العربية السعودية، وهي أقوى اقتصاد في العالم العربي، شريكة إستراتيجية لفرنسا، إذ تبلغ اليوم تبادلاتنا التجارية 9 مليارات دولار وتشمل قطاعات متنوّعة منها الطاقة والدفاع والنقل الخاص والجماعي وقطاع الزراعة والصناعة الزراعية والمصارف والاتصالات. وتحتّل فرنسا المرتبة الثالثة على قائمة المستثمرين الأجانب في المملكة إذ تتعدّى استثماراتها الأجنبية المباشرة 15 مليار دولار. وإضافة إلى ذلك، توّظف الشركات الفرنسية أكثر من 27 ألف موظف ويبلغ معدّل السعودة فيها 36 بالمئة. عاشت المملكة العربية السعودية وعاشت الصداقة الفرنسية - السعودية.! * سفير فرنسا لدى المملكة. فرنسوا غوييت