مدربون قادمون وآخرون راحلون، وفئة ثانية تنتظر إشارة التعاقد من جديد، وعقود تصادق عليها إدارت الأندية وأخرى تلغيها في عز المنافسة والبحث عن تجميع النقاط، هذا هو العنوان العريض للمسابقات والأندية السعودية منذ زمن طويل وكأن لا أحد يتعلم ويخجل على ما يحدث، حتى صرنا نشعر أن قرار التعاقد والاقالة اسهل من شراء سيارة أو جلب بضاعة للمنزل من "السوبر ماركت".. لماذا يحدث هذا ويتكرر السيناريو باستمرار؟.. لأن الإدارات التي يغلب على عملها طابع المجاملات البحت من دون المام بالنواحي الفنية هي من يقرر، ويفرض على المدرب بعض القناعات واللاعبين ويعطي الجماهير جرعة المسكنات والوعود في بداية الموسم وعمل المدرب والإدارة؟.. لا يدعون هذا المدرب أو ذاك يعمل بحريته ويشكلون لجنة فنية مختصة وفاهمة تراقب وتحلل وتوصي هل عمله وتعامله واسلوبه مع اللاعبين ووضع الخطط جيد أم لا؟.. كل شيء ب"البركة" وعلى طريقة التعامل مع الموظفين، هذا انذروه، وذاك كافئوه، وثالث افصلوه، ورابع، اوكلوا له مهام لم يتدرب عليها وغير ملم بها، لذلك عانت الأندية من هذه المشكلة أعواما طويلة فالنفس الإداري البحث هو المتحكم، ما جعل ميزانياتها تتكيد الملايين والديون والعجز، وعلى الرغم من ذلك فالتعاقدات وقرارات الاقالة مستمرة بلا حسيب ولا رقيب من الجمعيات العمومية التي اصبح دورها ب"صمنجي" فقط. كيف لأندية ترجي النهوض والاستقرار الفني وتصاعد الأداء أن يتحكم بمصيرها فنيا إداريون ظهروا للتو على السطح، جاءوا لأن لديهم سيولة مادية بشكل موقت بحث عن الشهرة، وفئة ثانية ترى أن النادي أحد املاكها فتتخذ القرارات بعيدا عن المشورة وأعين الفاهمين والمختصين؟.. الأندية السعودية بالطريقة الحالية وتحميل المسؤولية للمدرب عند الهزيمة وغياب أي لاعب أو المشاكل الإدارية والأزمة المالية لأن تتقدم، وستبقى تعيش وسط دائرة التعاقدات والاقالات وعدم الاستقرار وضياع النتائج وهدر الأموال، هل شاهدتم ناديا يختار لجنة فنية متمكنة من اسماء مشهود لها بالكفاءة والخبرة والحرص على مصالح النادي سواء من اسماء محلية أو أجنبية.. المهم أن تتقن العمل وتكون عونا للمدرب والفريق؟.. مع الأسف الجواب لا، وأن تم ذلك فستكون تحت قيادة الرئيس -المتحكم في كل شيء- وهو من يوافق على المدرب واللاعبين أم يرفض.. إذا ما الفائدة من هذه اللجنة، والرئيس الذي ربما لا يملك أي خلفية فنية هو من يقرر ويحدد مصير المدرب بالتعاقد أو صرف النظر عنه، أو استمراره واقالته بعد التوقيع. إذا ما اردنا وضع الأمور في نصابها الصحيح فليوكل كل شيء لأهله ونبعد إدارات ورؤساء "الشو" عن التدخل الرئيسي بالعمل الفني، ومنح المدرب كامل الصلاحيات، وكذلك الإداري وابتعاد الرئيس عن التدخلات التي تضر ولا تفيد، مع الأسف أنه نتيجة لضعف الدراية الفنية لدى إدارات الأندية وعدم تقييم عمل المدرب التقييم الصحيح فهي تعتمد بشكل كبير على ردود الفعل الإعلامية والجماهيرية والمقربين منها، بل إنه ربما "حاشية" الرئيس هي من يتحكم بمصير مدرب صاحب "cv" كبير، وربما لا يعمل إلا لأشهر معدودة وهو الذي بصم الرئيس بعقده مقابل عشرات الملايين لأعوام عدة، والإعلان عن خطة طويلة الأجل، ومجرد بداية المنافسة وتعثر الفريق حتى لو "العلة" من الرئيس نفسه أو اللاعبين أو سوء التنظيم الإداري تجاه الفريق يٌقال المدرب ويقبض على الشرط الجزائي، واحيانا يقبض على كامل العقد "حسب الاتفاقية" ويغادر إلى بلاده وربما يعود إلى السعودية من خلال مدرب آخر بينما النادي يدفع ضريبة العقد الباهض أعواما عدة، ويستقيل الرئيس والمطالبات تحاصر النادي من كل جهة، وهكذا صارت الأندية حقل تجارب للمدربين الذين الغيت عقودهم، وتلك مشكلة أخرى على هيئة الرياضة واتحاد الكرة التدخل في هذا الأمر، والتركيز بالذات على "جحافل" المدربين الذين ليس لهم "شغلة" إلا الدوران على انديتنا، ونجدهم يمسون في ناد ويصبحون في الآخر بسبب سوء العمل الإداري والمالي والفني في الأندية.