رغم أن الفكر الرياضي العام لدى الكثير من الأندية والجماهير والإعلام لايرتقي إلى أن يجعلهم يقيّمون عمل المدرب المحترف ألا أن أكثر من مدرب لدينا تعرض لانتقادات ظالمة، بل إن الأمر تعداه إلى المطالبة بإقالته من منصبه حتى لو لم تكن العلة منه والسبب أن الأندية تعتمد في اتخاذ مثل هذه القرارات على ردة الفعل وليس حسب ما يقدمه المدرب على أرض الواقع؛ بمعنى أن الضغوط الإعلامية والتدخلات الشرفية ووجهة نظر إداري يرفض المدرب التدخل في عمله وقناعات لاعبين غير منضبطين في الكثير من الجوانب وخسارة مباراة تنافسية هي من يحدد البقاء أو الرحيل مع عدم المراعاة بأن استقدام هذا المدرب أو ذاك كلف خزينة النادي مبالغ مالية كبيرة وهذا يعود مع الأسف إلى عدم وجود لجنة متخصصة في هذا الجانب تضم الكثير من الخبراء أصحاب الباع الطويل في تقييم عمل الجهاز الفني وعلى هذا الأساس صار الكثير من الأندية حقل تجارب وأشبه بمكتب الاستقدام، وربما يأتي بأكثر من مدرب في الشهر الواحد وليس في السنة بينما في دول أخرى تتاح الفرصة للمدرب فترة طويلة على أن يكون المسؤول الأول والأخير عن اختيار التشكيلة وتقييم أداء اللاعبين واختيارهم ومن ثم يخضع عمله للتقييم المنطقي من لجنة متخصصة بعيداً عن الاجتهاد والنظرة الخاطئة والعواطف ومسببات الخسارة التي قد لايكون للمدرب علاقة بها. ولكي نضرب جزءاً بسيطاً من الأمثلة فإن مدرب الهلال كوزمين رغم ما يقدمه من عمل جيد ومحاولات مستميتة للنهوض بأداء الفريق ألا أن هناك من يحاول التشويش عليه سواء من الجماهير أو الإعلام أو القريبين منه وبغض النظر عن الواقع العام للفريق الأزرق والأجواء المحيطة به وما يحتاجه من عناصر ترتقي بعمل المدرب إلى درجة الكمال ومن ثم الحصول على النتائج وقرنها بالمستوى... فهل أدركت الإدارة الهلالية أن محاولات البعض من خارج الإدارة أو من داخل الجهاز الإداري لزعزعة استقرار الجهاز الفني لن تعود على الفريق بأي نتائج ايجابية خاصة بعدما استمر هذا المدرب فترة طويلة وعرف ظروف المسابقات واللاعب السعودي، أم أن كوزمين سيلحق بالكثير من المدربين الذين استقبلوا بالورود وذهبوا لصالة المغادرة بالمطار ب"ليموزين" والسبب أن الأندية لم تمنحهم الحرية الكاملة والصلاحيات المطلقة في العمل ومع هذا يتم تحميلهم مسؤولية الإخفاق التي قد لايكون لهم فيها ناقة ولاجمل وبذلك تكون الأندية لم تنل عنب اليمن ولابلح الشام - أي أنها لم توفر مبالغها أوتستفد من التعاقد مع المدرب مع استمرار تساؤلات من يقيّم عمل المدربين في الأندية السعودية؟ للكلام بقية @ أن يُقال المدرب لرغبة عضو الشرف ومزاج الإداري وغضب المشجع وتسلط الإعلام وفوضوية اللاعب فالأفضل أن تظل الأندية لدينا دون مدربين! @ كوزمين من جهة وبعض أعضاء الجهاز الإداري من جهة أخرى تطرح حولهما الكثير من الإخبار في الصحافة والتي تشير إلى عدم الوئام وسط صمت من الإدارة الهلالية التي يفترض عليها حماية المدرب والإداري واللاعب عندما تنتشر حولهم الشائعات دون مبرر! @ يفتقد الكثير من الأندية عدة أشياء مهمة كلجنة متخصصة لتقييم عمل المدرب بكل تجرد ومستشار قانوني ومحام الأول يجيد قراءة وصياغة العقود، والثاني يدافع عن حقوق الأندية عندما ترفع القضايا ضدها.. ولنا في قضية التايب عبرة من حيث الإهمال وعدم وجود محام متمكن بدلا من الاكتفاء فقط بالرد على الاستفسارات عن طريق الاتحاد السعودي لكرة القدم دون متابعة!