23 سبتمبر 1932م هو نقطة تحول مهمة لأجزاء كبيرة من شبه جزيرة العرب لأن تكون كياناً شامخاً مؤثراً إقليمياً وعالمياً، تحول إلى وطن ينمو يوماً بعد آخر، وبعد قرابة 9 عقود من العمل الدؤوب والتنمية التي شارك فيها قادة كرام وساهم فيها شعب وفيّ تحققت إنجازات في مختلف المجالات. نتذكر 23 سبتمبر والمملكة دولة مساهمة في استقرار الاقتصاد العالمي وفاعلة في الأمن والسلم الإقليمي، وجهودها في تعزيز السلم العالمي لا ينكرها منصف، كيف لا؟ وهي لا تكل ولا تمل من طرح المبادرة تلو المبادرة لتحقيق تواصل حضاري وثقافي مع شعوب العالم، وإقليمي على أمل أن تجعل من بلدان العالم العربي خالية من الدمار وأن تتعاضد الجهود لدعم تنميتها واستقرارها. في هذا التاريخ نستحضر أحد أهم استثمارات المملكة وهو استثمارها في كوادرها الوطنية، ولدى المملكة سفراء وقادة علم وإبداع وابتكار حول العالم، ويكفي الحديث عن إنجازاتهم والتي نشاهدها بين وقت وآخر على صفحات الصحافة العالمية، والتي إن دلت على شيء فهي تدل على رؤية قادة المملكة الإستراتيجية التي أثمرت عن مثل هذه البرامج والتي حتماً هي قيمة مضافة لمسيرة المملكة، وستساهم في أن تكون إنجازات المواطنين السعوديين في مختلف المجالات عالمية وتسجل كإنجازات سعودية حول العالم. في هذا التاريخ أيضاً تسجل تضحيات إخواننا في القوات المسلحة والأمن الداخلي بماء الذهب، وهم يساهمون في توفير الأمن في دول مجاورة، ويحافظون على أمن الوطن من عبث الإرهابيين والعملاء، وفي نفس الوقت يقدمون الغالي والنفيس في خدمة ضيوف بيت الله الحرام حتى ينعموا بتأدية مناسكهم بيسر وطمأنينة. اليوم وفي هذه الذكرى نستحضر رؤية اقتصادية طموحة تتبناها الدولة بإشراف من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- ليكون اقتصاد المملكة مشرقاً ومستداماً ومتعدد الموارد، والأهم من كل ذلك أن شباب وشابات الوطن هم الرقم الأهم والأبرز في تنفيذ هذه الرؤية والتي حتماً آثارها في مختلف المجالات، وبدأنا نرى آثارها خلال هذه الفترة الوجيزة. ختاماً وفي مثل هذه المناسبة لا أجد إلا أن أختم المقال بأفضل بيت للأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن والذي تغزل فيه بالوطن: انت ما مثلك بهالدنيا بلد .... والله ما مثلك بهالدنيا بلد