من ضمن جملة القرارات التي أصدرتها الهيئة العامة للرياضة الثلاثاء الماضي؛ جاء قرار إعادة فتح ملف قضية الحارس محمد العويس وإحالة القضية إلى الجهات المختصة ممثلة بهيئة الرقابة والتحقيق ليمنح عبدالله القريني رئيس نادي الشباب شهادة براءة رسمية يتوجب بها نقض قرار لجنة الانضباط في الاتحاد السعودي لكرة القدم والمؤيد بقرار زميلتها لجنة الاستئناف بإيقافه لمدة عام، وتغريمه 300 ألف ريال بتهمة التجريح والإساءة والاتهام عبر وسائل الإعلام ضد الاتحاد السعودي لكرة القدم ومنسوبيه! كل ما بدر من القريني وأدين بسببه هو دفاعه عن حقوق ومكتسبات ناديه في قضية العويس، ومطالبته عبر بيانات رسمية عدة لاتحاد القدم بالقيام بواجبه واستكمال جميع جوانب التحقيق والتدقيق في تلك القضية من خلال تحويلها للجهات المختصة، وتأكيده على أن امتناع اتحاد القدم عن ذلك يجعله شريكًا لمن يتهمهم الشباب بإغواء اللاعب وإغرائه قبل دخوله الفترة الحرة، وخلال الفترة المحرمة التي تحرم فيها الأنظمة الدولية مخاطبة اللاعب ومفاوضته فضلًا عن إغرائه بالهدايا الثمينة والسيارات الفارهة! التحرك الأخير والرائع لهيئة الرياضة بقدر ما جاء منصفًا ومبرئًا لرئيس نادي الشباب؛ بقدر ما يدين الاتحاد السعودي ويؤكد صحة ادعاءات الشبابيين وتأكيدهم مرارًا أن القضية لم تستكمل، وأن اتحاد القدم ساهم بطريقة أو بأخرى في عدم أخذ العدالة مجراها، بل وزاد على ذلك تجاهل خطابات الشباب وبياناته، قبل أن يأتي الرد بمعاقبة رئيس الشباب لأنه رفض الاستسلام والتنازل عن حقوق ناديه التي آمن بها وظل يطالب بها بكل إصرار وشجاعة على الرغم مما تعرض له من متاعب وظلم وإجحاف، قبل أن تنتصر له هيئة الرياضة بقرارها الأخير وتقرر فتح ملف القضية مرةً أخرى، في اعتراف رسمي من أعلى سلطة رياضية بأن اتحاد القدم كان مخطئًا في قراره الذي اتخذه بإغلاق القضية في وقت سابق، وفي معاقبة رئيس نادي الشباب لأنه رفض هذا الظلم الذي وقع على ناديه! لم تكن هيئة الرياضة لتعيد فتح ملف قضية العويس وإحالتها لهيئة الرقابة والتحقيق لو لم يتأكد لها أن في القضية (إنَّ)، وأن التحقيق فيها لم يكتمل، وهو بالضبط ما طالب به نادي الشباب، وهو ما عوقب لأجله القريني، والمفترض أن ينظر مركز التحكيم الرياضي السعودي لهذا الأمر بعين الاعتبار كدليل واضح وصريح على براءة القريني، وأن يسارع لإلغاء العقوبة التي أصدرها اتحاد القدم بحقه، مع حفظ حقه بالاعتذار ورد الاعتبار على ما يمكن وصفه بالعقاب التعسفي الذي لحق به!