وحدتنا الوطنية تاج وفخر على رؤوسنا ونتشرف بحمايتها والذود عنها لأننا نعلم أن هذه الوحدة واللحمة هي أساس استقرارنا نتكاتف لتظل متينة قوية ونسهم من خلالها في بناء الوطن المعطاء، ذاك الوطن الذي ينتظر منا كل بادرة لتقويته واستقرار أركانه ملتفين حول قادتنا متيقنين بأن من يزرع الفتن لا يريد أبداً الخير لهذا الوطن المعطاء. إن مجهودات قيادتنا الرشيدة في مكافحة الفكر الظلامي المتطرف لا ينكرها عاقل وهم يبذلون كل غالٍ ونفيس من أجل أن يبقى الوطن متماسكا مترابطا متجانسا، واثقين من أن الشعب السعودي الأصيل لن يتوانى عن تقديم كل التضحيات من أجل أن تبقى هذه اللحمة بين القائد والشعب. ولم يعد خافياً على أحد قسوة مشاهد التشريد لإخواننا وأشقائنا من الدول المجاورة فقط لأنهم ظنوا أنهم بتشرذمهم وتفرقهم سيسود الأمان وتحل نعمة الاطمئنان ولكن هيهات هيهات، إن هذه الشعوب التي شتتتها الحروب يتمنون لو عاشوا بأقل مما كانوا فيه بعشرات المرات ويتمنون لو تعود بهم الأيام ليرجعوا إلى أوطانهم متلاحمين متحابين متقاربين يحزنون الآن أشد الحزن على النعم التي فرطوا فيها وعلى الأمن الذي تبطروا عليه. إنها الأوطان يا سادة، الأوطان التي تنشر حنانها على أبنائها من كل الأطياف حتى إذا عقها أبناؤها وفقدوها بكوا حتى يُذهب البكاء أبصارهم. لذا فليكن الشغل الشاغل لكل مواطن أن يحافظ على وطنه كل حسب مقدرته وإمكانياته ولا تستمعوا لأبواق الفتن ومرددي الأخبار المخزية والإشاعات المغرضة لأن من يروجها إما حاقد أو حاسد أو دنيء أو فاسد يريد أن يكون الفساد في كل ربوع وطننا الغالي. هذا الفعل من هؤلاء الفاسدين لن يؤثر في وحدتنا قيد أنملة لأننا على مر العصور كنا ومازلنا مترابطين متحدين يداً بيد لا تفرقنا المحن ولا تشتتنا الصعاب ليس فقط لأن ديننا الحنيف يحض على التكاتف والتراحم والاتحاد ولكن لأن الأجداد والآباء كان ديدنهم تربيتنا على حب الوطن وحب القيادة وحب المواطن هذه التربية التي نتخذ كل الأدوات من أجل نقلها لأبنائها كدين لابد أن نوفيه لأنه دين في رقابنا لمن ربونا وعلمونا معنى الوطن والمواطنة ومعنى الحب والوفاء. إنها أرضنا الواحدة المتوحدة وشعبنا الواحد المتوحد حول القيادة الرشيدة الثابتة العازمة على بناء المستقبل مهما كانت التضحيات، هذه أيدينا وقلوبنا معكم ولن نخذلكم أبداً ما دامت فينا دماء تجري وأرواح تهوى هذا الوطن. إن الوطن إذا نادى فعلينا أن نترك كل مهم ونتوجه بقلوبنا وسواعدنا إلى الأهم، إلى الأمام تقودنا مبادئنا وتحثنا عقيدتنا متمسكين براية العز والإباء راية التوحيد لا يزعزعنا عنها فاجر ولا يشغلنا عنها فاتن. إن المواطن السعودي أصبح وبكل فخر واعياً بكل الأساليب الخبيثة والمؤمرات الدنيئة التي تحاك له من الدول من حولنا والجماعات والمرتزقة من أمامنا ومن خلفنا فالاختبار قوي ويحتاج رجالا أقوياء أوفياء وأين تجد هؤلاء الرجال إلا في أرض الحرمين الشريفين وأين تجد الزعماء الأفذاذ إلا في أرض المملكة المباركة يذودون عن وطنهم بكل قوة وعزيمة.. ونحتاج إلى المزيد من اللحمة الوطنية لنحمي وطننا وندافع عن حياتنا ومقدراتنا ونصل إلى مستقبل أكثر إشراقاً لبلدنا الحبيب. فلنبنِ ولنعمر لأبنائنا وشبابنا وأجيالنا القادمة لأن المستقبل يتطلب المحبة والسلام والوئام بين الجيل الحالي والجيل القادم ليتسلموا منا الراية ويكملوا مسيرة البناء.