على العكس من واقع الحال في كثير من دول العالم، ينتاب الزائر للمملكة شعور بالسعادة والسرور نتيجة للرضا والإعجاب والانبهار لما يشاهده الزائر لهذه الدولة من معالم حضارية وخدمات متقدمة ونهضة عمرانية تخطف الأبصار وتبهر العقول. وليست الأبراج المشيدة هي وحدها من تعانق السحاب، بل إن طموحات وإرادة الرجال الأوفياء المخلصين لوطنهم تعانق كذلك هامات السحب مما جعل المملكة تصل إلى مصاف الدول المتقدمة وتتجاوز هذا المدى في مجالات كثيرة، الأمر الذي ساهم في كونها أصبحت وجهة للسياح، ومناخاً اقتصادياً للعديد من المستثمرين الأفراد والشركات والمنظمات والمهرجانات. ومما لا شك فيه أن المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- قد وضع الأساس المتين بعد توحيد البلاد، وخلق البيئة الملائمة لانطلاق الثورة التنموية الكبرى التي أكمل مسيرتها من بعده أبناؤه، ليجني الشعب ثمار هذه النهضة في الوقت الحاضر. وما منطقة الرياض التي حمل لواء نهضتها وتطورها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان إلا مثال حي على هذه القفزة الاقتصادية والنقلة الحضارية حتى باتت الرياض كوكباً مشعاً في الفضاء العالمي. في أجواء المملكة يلاحظ المسافر روعة التخطيط الحضري في مشهد متكامل لدولة عصرية في غاية الجمال والصفاء والنقاء. كيف لا وهي الدولة الوحيدة التي يقصدها أكثر من مليوني حاج ومعتمر سنوياً لزيارة الأماكن المقدسة في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة. وكيف لا وهي مهبط الوحي ومنطلق الرسالة المحمدية، وكيف لا وهي مهد الحضارات العربية في الجزيرة العربية مثل حضارة قوم عاد الذين سكنوا منطقة الأحقاف جنوب الربع الخالي، وحضارة مدين، وحضارة قوم ثمود في شمال الجزيرة العربية بوادي القرى حيث توجد آثارهم في مدينة العلا بين المدينةالمنورة وتبوك، وقد تميزوا بنحت بيوتهم في الجبال. وقد أولت هيئة السياحة والآثار في المملكة أهمية قصوى للبحث الأكاديمي في مجال الآثار السعودية والاهتمام بها وتشجيع السياحة إليها والتعريف بها. وربما يكون من أسرار إحساس الزائر للمملكة بدرجة رضا عالية وارتياح أنه يجد كافة الخدمات المتعلقة بالسياحة متاحة ومتوفرة بأسعار رمزية غير مرتفعة إلى الحد الذي اعتاد عليه الكثير من السياح خلال زياراتهم للدول الأخرى، لاسيما وأن المملكة تتفوق سياحياً وأمنياً على كثير من هذه الدول، حيث توجد الفنادق الفخمة والمجمعات التجارية والترفيهية والسواحل البحرية الطويلة التي تتوفر فيها جميع مقومات السياحة الترفيهية في أجواء من الأمن والطمأنينة وكرم الضيافة السعودية.