يزيد عمر مدينة "العلا" السعودية على ألف عام كانت خلالها ممراً للتاريخ، ومعبراً لجيوش الفتح الإسلامي لبلاد الشام، بحسب تقرير لقناة "العربية" من سلسلة "ترميم التاريخ" التي يعدها فيصل الجنابي. وتتوسط هذه المدينة الإسلامية، "وادي القرى" الخصيب، الذي يمتد من تبوك شمالا إلى المدينةالمنورة جنوبا. وتتابعت على المدينة الكثير من الهجرات من كافة الأجناس الذين تركوا خلفهم مزيجا حضاريا تمثل في أشكال مختلفة مثل أزقة الحجر والنوافذ نصف المفتوحة. وصُممت هذه المدينة بطريقة تسهل الدفاع عنها. ويطلق عليها "ابنة الجبل"، وهو جبل "أم ناصر". وقامت هيئة السياحة السعودية مؤخرا بترميم العديد من منازل المدينة. ويعكس معمار المدينة التاريخية المتميز العلاقة الذكية مع الإنسان، والمتمثلة في بساطة التصميم وجمالياته. ومن أهم معالم المدينة منطقة "الرحبة"، التي كان الأهالي يتجمعون بها لبيع منتجاتهم الزراعية ومناقشة قضاياهم ومشاكلهم. وتتميز المدينة بساعتها الحجرية الفريدة التي تحدد مرور الوقت بحركة الظل على الأرض. العلا إحدى مدن المملكة العربية السعودية ، تقع غرب الجزيرة العربية، وتتبع منطقة المدينة ، وتبعد عنها حوالي 400 كيلو متر شمالاً. وتقع العلا بين مرتفعات جبلية تحدها من الشرق والغرب حيث يمتد منها جهة الجنوب وادي القرى. والطرق المؤدية إلى العلا متفرعة من طريق المدينةالمنورة - تبوك مروراً بمدينة خيبر التي تبعد عن المدينة النبوية 200 كم شمالاً وبعدها بحوالي 15 كم يتجه المسافر إلى العلا غرباً في تفريعه تمتد حوالي 200 كم أخرى. و تقع إلى الشمال مباشرة من مدينة العلا آثار الحجر، المعروفة أيضاً بمدائن صالح، و هي آثارً فريدة ترجع إلى حضارة اللحيانيةأشهرها البيوت التي كانوا يحفرونها في الصخور، و يعتقد الكثير من المسلمين أنها موقع قصة هلاك ثمود التي وردت في القرآن. و منطقة الحجر محاطة بسور من السلك ويزورها جماعات كثيرة من السائحين من شتى بقاع العالم، و يوجد بالقرب منها محطة قديمة لسكة حديد الحجاز التي بنتها الدولة العثمانية. وتشتهر العلا بمناظرها الجبلية الخلابة وطبيعة جوها المعتدل لارتفاعها عن سطح البحر بأكثر من 700 متر. و قد اكتشف باحثون فيها على بقايا معابد وتماثيل تعود إلى عصر اللحيانيين عام 900 قبل الميلاد [1] وختاما، فإن المدينة التاريخية الجميلة تعكس عبقرية البناء بالطين.