يتسأل البعض كثيرا خصوصا في مواقع التواصل (لماذا لم يحقق الأهلي بطولة دوري أبطال آسيا أسوة بالهلال والاتحاد؟)، والأغرب عندما تعاير بعض جماهيره الأندية الأخرى بغيابها عن بطولة القارة وفريقهم لم يفز بالكأس القاري، وزيادة على ذلك مهاجمة هذه الجماهير للإدارة والمدرب واللاعبين بعنف من دون الوقوف على الواقع الذي يحتاج إلى تعديلات كثيرة، والجواب الذي لا يريده هؤلاء هو أن أجواء بطولات آسيا تختلف كثيرا على الفريق، الذي عاد للتو إلى بطولة الدوري المحلي بعد غياب دام لأكثر من 33 عاما، فضلا عن البداية غير الجيدة إداريا وفنيا والتي لقيت هجوما إعلاميا وجماهيريا من دون مساعدة الإدارة والمدرب معنويا، الأمر الذي اوجد عدم ثقة بين الأطراف الأهلاوية وهز ثقة اللاعبين بانفسهم، اضافة إلى الانشغال بقضية الحارس محمد العويس وكأنه المنقذ والعنصر الذي سيقود الفريق لأي بطولة يشارك بها، ولا يمكن تجاهل الحالة المعنوية غير المستقرة للمهاجم عمر السومة في الفترة الأخيرة بعدما كان نجم الأهلي الأبرز، والأول يبدو أن قضية انتقاله أثرت عليه ذهنيا لذلك صرنا نرى الأهداف السهلة التي ربما لاتدخل في حارس مبتدئ تهز شباكه، اما الثاني فنتمنى أن لا تكون الحرب التي شنت ضده بسبب انضمامه لمنتخب بلاده أثرت عليه. علة الأهلي متنوعة منها ماهو فني وآخر إداري وثالث شرفي، ورابع إعلامي وخامس جماهيري.. كيف؟.. أولا الإدارة عاشت على أن الفريق بطل الدوري والكأس قبل موسمين، من دون معالجة الوضع، وانعاش الحالة المعنوية للاعبين الذين ظن بعضهم أنه وصل إلى اقصى طموحه، وتلك ثقافة دائما ما يتأثر منها ويدفع الثمن غاليا بسببها اللاعب الذي لم يتعود على الفوز بالبطولات، خصوصا بطولات النفس الطويل التي غابت عن الأهلي قبل أن يعود إليها في عهد الرئيس مساعد الزويهري، اما فنيا فالمدرب الأوكراني سيرغي ربيروف لايلام بالدرجة الأولى لأنه استلم فريقا بعض عناصره اتى للتو ولا يمكن أن يكون الانسجام والتعرف على قدرات كل لاعب سريعا، ثم أثرت عليه الخسارة من الاتفاق في بداية الدوري 2-1، وربما بعض العناصر لم تكن من اختياره خصوصا الحراسة التي اصبحت نقطة ضعف في الفريق، نتيجة الاصرار الإداري بعد الصراع مع إدارة الشباب على العويس واثبات حسن الاختيار وأنه الحارس الأول حتى وهو يرتكب الأخطاء المؤثرة. بالنسبة للشرفيين فحسب ما نقرأ ونتابع ليس لدى الأهلي إلا رجلا واحدا هو الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز، وهذا الرجل استنزف ذهنيا وماليا من أجل الأهلي - عشقه الأول- ومن الطبيعي أن لا يكون البذل بالمستوى ذاته الذي كان يقدمه سابقا، وبكل تأكيد أن الكثير من الاخفاقات تؤثر عليه، فضلا عن الالتزامات المالية الكبيرة التي تحتاجها الأندية وليس الأهلي، ولم نعرف منذ فترة أن هناك شرفيا مؤثرا في "قلعة الكؤوس" غير هذا الرجل الذي لو غادر سيكون النادي، وإذا ما جئنا للإعلام المحسوب على النادي فالقلة منهم مع الكيان، والأكثرية حسب العلاقات والمصالح، لذلك يتنوع نقدهم ومدحهم حسب صاحب القرار، ومن يقربهم ويبعدهم، وهذا عامل أضر بالأهلي في "تويتر" وعبر بعض الصحف والبرامج، وبعضهم كان يقف مع أندية منافسة، ومجرد أن وجد فرصة للوصول نحو هدفه تجرد من الحياد والتعقل وصار يسيء لكل من لا يشجع الأهلي وكأنه نسى ماضيه، لذلك طبيعي جدا أن لايجد الأهلي من ينتقد عمل المدرب والإدارة واللاعبين بموضوعية وقناعة تنطلق من المصلحة العامة والأخطاء الموجودة. جماهيريا الأهلي يعاني من فئة ظنت أن لا أحد يهزم فريقها خصوصا بعد الفوز بالدوري، لذلك من الطبيعي أن يكون لديها ردة فعل قوية ومؤثرة ضد الفريق والإدارة ككل وضد الأندية المنافسة، والجزم بأن التعاقد مع العويس بطولة مستقلة، على الرغم من أن الحارس الشبابي السابق لا يتفوق على زميله تيسير الجاسم بشيء، سوى أن الأول واكب انتقاله مسلسل طويل من الروايات والقضايا والشكاوي. ختاما على كل أهلاوي أن يقيم واقع فريقه بعقلانية وأن لا يحمل كل طرف من الأطراف في الفريق فوق طاقته، وأن يحكم المنطق ويعترف أن واقع فريقه بصورة عامة ليس على مايرام، حتى لا يتعرض لصدمات أخرى عندما يجد الموسم وقد انتهى من دون الحصول على أي بطولة.