بداية السنة الدراسية الجديدة في العالم تعتبر بداية المارثون الحقيقي للدول بجميع أجهزتها الحكومية ومختلف الطبقات الاجتماعية. وتتنافس الدول فيما تبذله على تعليمها ليتطور مجتمعها وفوق ذلك يتنافس الآباء بما يستطيعون لبذل ما يمكن لحصول أبنائهم على أفضل تعليم. فبحسب تقرير حديث من the World Economic Forum تصدرت فنلندا أفضل الدول في التعليم (وهذه عادتها) ثم تلتها سويسرا والتي اختار 5٪ فقط من أبنائها الالتحاق بالمدارس الخاصة أما 95٪ فيدرسون بالمدارس الحكومية. وجاءت بالمركز الثالث بلجيكا. وهذه التصنيفات التي تصدر سنوياً تختلف باختلاف معايير القياس، فبعضها يقيس أداء التعليم لدولة حسب أداء طلبتها في العلوم الأساسية مثل؛ الرياضيات والعلوم، أما بعضها فيقيسه بمستوى تميز خريجيها ونسب مختلفة منها عدد الطلبة لكل فصل دراسي أو عدد الطلبة للمعلمين. وبما أن التعليم ما هو إلا استثمار في النفس وفي الأبناء أصدرت HSBC تقريراً يوضح مجموع المبالغ التي يصرفها الآباء على أبنائهم منذ دخولهم للابتدائية وحتى سنة الجامعة فكان المتوسط العالمي 44 ألف دولار. بينما تصدر هذه القائمة الوالدان من هونج كونج حيث يبلغ مجموعه ما يصرفونه على تعليم أبنائهم 132 ألف دولار ثم الإماراتيين بمبلغ 99 ألف دولار ثم سنغافورة بمبلغ 71 ألف دولار. وبسبب تغير العالم مع دخول التقنية وعالم إنترنت الأشياء والروبوتات "ولعلي أُفرد مقالاً لها في المستقبل" أصبحت مهن كثيرة مهددة إما بالتخلي عنها تمامًا أو بتدني رواتبها أكثر، لذلك نجد مثلاً حسب ما قدمته SAUS أن صاحب شهادة الدكتوراه متوسط ما يحصل عليه 103 آلاف دولار وتنخفض هذه النسبة لما يقارب النصف لحملة شهادة البكالوريوس وتنخفض حتى الثلث لحملة شهادة الثانوية. وهذه ليست قاعدة لا يمكن كسرها! بل ستجد من يحمل مؤهلاً أدنى ويحصل على راتب أعلى ممن مؤهله أعلى وهذا هو لُبّ التعليم! أن تضيف لذاتك خبرات ومهارات جديدة سواء اكتسبتها عن طريق التعلم بكسب شهادة تعليمية أو مهنية جديدة أو عن طريق التعلم بالخبرة والعمل الميداني بشكل أكبر. وبدون زعل.. مهما تطور التعليم لدينا أو لدى غيرنا من سيعتمد على ما يقدمه المعلم داخل الفصل أو ما تقدمه المدرسة فقط سيفوته الركب لتعليم ابنه أفضل الأساليب الضرورية للحياة. وهذه إحدى المعضلات الجديدة التي يواجهها العالم في القرن الحديث، ليس بسبب بيروقراطية التطوير وإنما بسبب "سرعة" المتغيرات التي أصبحت تُصيب العالم وهي أحد أهم المعوقات التي تواجه قادة الدول للتغلب على مثل هذه السرعة. ومع بداية هذا العام الدراسي الجديد أمنياتي بعام مليء بالنجاحات.