تناقضات غريبة يحفل بها الكثير من الإعلام والجمهور الرياضي، الذين مازالوا يعيشون على محاولات التأجيج، وقلب الحقائق والتعاطي مع الأحداث حسب اللون، والبعد عن الحقيقة حتى أصبح الاحتقان عنوانا للمسابقات السعودية ومشاركات "الأخضر"، وعودة إلى الماضي القريب جدا، نجد أن المتعصبين والمحتقنين يقيمون الأمور وينتقدون ويشيدون حسب الألوان والميول والهدف، ما يعكس ضعفا في الفكر والتفكير، محمد السهلاوي وسلمان الفرج، الكل منهما لم يكن في يومه أمام منتخب الإمارات، فضلا عن تصرف الأخير الغريب خلال عزف السلام الوطني للمنتخبين، الأول تولى الدفاع عنه النصراويون، ليس لأنه لاعب المنتخب، ولكن لأنه مهاجم فريقهم، والثاني استمات الهلاليون من أجل الدفاع عنه أيضا، ليس لأنه يرتدي الشعار الأخضر ولكن لأنه لاعب وسط ناديهم، هذا على مستوى المشجع المتعصب العادي الذي ربما يبدر منه أي ردة فعل غير جيدة وبالتالي نتوقع منه أي شيء، أما على مستوى قائمة الإعلام الرياضي وبعض المدربين الوطنين التي يفترض أن تضم القدوة والعاقل والمحايد فحدث ولا حرج، صراخ وبكائيات، وتجاوزات مضحكة، ودفاع من أجل الدفاع فقط، لم نشاهد ونقرأ ردة فعل هدفها النقد البناء ومصلحة المنتخب السعودي وضرورة معالجة الوضع للسهلاوي والفرج واللاعبين ككل قبل لقاء اليابان، إنما حسب الشعار الذي يرتديه اللاعب في الأندية، وهنا تخلف رياضي مستمر يمارسه الإعلام ويصدقه الجمهور، وللأمانة فظهور بعض ما يسمون أنفسهم إعلاميين كان ولايزال مخجلا ومضحكا، ومن غير المعقول أن يأتي شخص وهو يعمل في نادٍ ويتسلم مرتبا شهريا ويقيم وينتقد الأمور ويهاجم الجبهات المقابلة بحجة النقد ويضفي على جسمه ثوب الحياد، فهو جاء إلى الأستوديو بسبب ميوله التي لا يحيد عنها، فضلا عن المرتب الشهري مقابل الوظيفة في ناديه وبالتالي لا يمكن أن يقدم رأيا محايدا مهما كان الخطأ لديه، والصح لدى الآخرين لأنه سيتعمد لوي الحقائق وقلبها، ومثل هذه النماذج هي من غزت الفضاء بالعلاقات وبسبب توافق الميول مع المقدم والمعد معها ضاعت الحقيقة وهيبة الإعلام الرياضي، لذلك نحن نعيش مرحلة التوهان في النقد وغياب المفاهيم الصحية والسبب هذا الإعلام الذي تحول في أدواره ومضمونه إلى مجموعة أشخاص معظهم يخرج وكأنه متحدث رسمي باسم الأندية بعيد عن ممارسة دور الناقد الوطني الواعي.