حرصت المديرية العامة للدفاع المدني في موسم حج هذا العام على تسخير كافة إمكاناتها البشرية والآلية من خلال تأمين أكثر من 17 ألف كادر بشري، وأكثر من 3 آلاف آلية ومعدة، ويأتي هذا التكامل في الإمكانات لتحقيق الهدف المنشود وهو حماية ضيوف الرحمن وتوفير السلامة لهم من كافة أخطار الحوادث والكوارث التي قد تقع لا قدر الله، وما قد يتطلبه ذلك من إجراءات سواء كانت إجراءات وقائية أو إجراءات مواجهة، أو إجراءات إعادة التوازن، حيث تم اختيار أفضل العناصر البشرية وتهيئتها، مع تدريبها بشكل دائم ومستمر على استخدام الآليات الحديثة وإتقان العمل بها بكفاءة ومهارة عالية. العنصر البشري توفرت لدى كافة أفراد الدفاع المدني المشاركين في موسم الحج الرغبة في إنجاز المهمة على أكمل وجه لارتباطها بالحج هذه الشعيرة الدينية العظيمة وتحقيق تطلعات ولاة الأمر حفظهم الله بتوفير أقصى درجات السلامة والحماية المدنية للحجاج، كما تميزوا بالحرص على تدريب أنفسهم معنوياً وجسدياً للتصدي للمخاطر المحتملة خلال موسم الحج وأداء واجبهم الإنساني على أكمل وجه، متحلين بأفضل المهارات، ومجهزين بأفضل الوسائل والتجهيزات التي تساعدهم على مواجهة الحوادث والمخاطر. من جانبها حرصت المديرية العامة على إقامة الكثير من الدورات التدريبية التي يجب أن يخضع لها كل فرد حسب مجال تخصصه، والتي تخوّله إلى تقديم الأداء العالي بإتقان في مجالات الإسعاف والإنقاذ والإطفاء والإغاثة وإدارة الحشود والأزمات. وتنفذ المديرية العامة دورات تدريبية نظرية على رأس العمل تكون مستمرة على مدار العام للمشاركين في الحج، وذلك بهدف رفع الكفاءة العلمية لدى المتدربين، ودورات تدريبية تطبيقية على رأس العمل بهدف رفع الكفاءة العملية لديهم بالإضافة إلى الكفاءة الفنية، وتحسين أسلوب الأداء وتنمية قدرات الشخص ومهاراته ومنحه قدرة على اتخاذ القرارات وحل المشكلات وإكسابه مهارات ومعارف جديدة، وتطبيقها من خلال الفرضيات الميدانية النوعية. الآليات والمعدات وفي الجانب الآخر أولت المديرية العامة للدفاع المدني أولوية بالغة خلال موسم حج هذا العام 1438ه للتجهيزات الآلية والفنية والتقنية لتأمين الحماية المدنية وسبل السلامة والوقاية لحجاج بيت الله الحرام من كافة المخاطر الافتراضية وتمكينهم من أداء مناسك الحج بكل يسر وسهولة، بالإضافة إلى معالجة الحوادث والحالات الطارئة فور وقوعها بمهنية واحترافية عالية. وقد هيأت المديرية لموسم حج هذا العام 1438ه أسطولاً يضم أكثر من 3000 آلية ومعدة حديثة ومتطورة لدعم قدرات قوات الدفاع المدني المشاركة في تنفيذ الخطة العامة للدفاع المدني للحج والمنبثقة من الخطة العامة للطوارئ بالحج، وتحقيق الجاهزية القصوى والاستعداد التام للتعامل مع كافة المخاطر الافتراضية. آليات متخصصة ويضم أسطول آليات الدفاع المدني في حج هذا العام، آليات متخصصة للتصدي لكافة المخاطر المحتملة سواء كانت طبيعية أو غير طبيعية، أو مخاطر حشود بشرية، حيث تتضمن قائمة آليات ومعدات الدفاع المدني في حج هذا العام سيارات صهاريج المياه والتي تحمل خزانات مصنوعة من البولي بروبلين المقاوم لدرجات الحرارة العالية والصدمات وتحتوي كل سيارة على خزان مياه بسعة 15 ألف لتراً وآخر لرغاوي الإطفاء بسعة 400 لتر، كما أنها مجهزة بمعدات إطفاء رئيسية وإنقاذ وتصل قدرتها على ضخ أكثر من 4000 لتر من مواد الإطفاء في الدقيقة، ما يمنحها كفاءة عالية في مباشرة الحرائق في المناطق المكشوفة وحرائق المجمعات التجارية والحوادث الصناعية والمخيمات. وخصصت مديرية الدفاع المدني آليات خاصة لمباشرة حوادث الأمطار والسيول ومنها قوارب سريعة مجهزة بكل وسائل الإنقاذ من الحبال وأطواق النجاة وتجهيزات الغوص في المياه الضحلة والعميقة. كما تضم آليات الدفاع المدني محطات متنقلة لدعم شبكة الاتصالات الخاصة بقوات الدفاع المدني للتغلب على أي أعطال في قنوات الاتصالات السلكية واللاسلكية. انبعاثات كربونية بالإضافة إلى آليات الصيانة وأيضاً تضم عدداً من المعدات والآليات التي في مهمة الحج منها سيارات للإطفاء بارتفاعات تزيد عن 60 متراً لمباشرة الحوادث في الأبراج والمباني العالية وآليات للإنقاذ في المناطق الجبلية ومعدات مكافحة المواد الخطرة، بالإضافة إلى أجهزة متطورة لرصد وقياس الانبعاثات الكربونية والملوثات الهوائية والإشعاعية والبيولوجية، وآليات الإطفاء والإنقاذ المزدوجة والتي تتميز بقدرة كبيرة على المناورة والوصول للمناطق الضيقة والوعرة. إضافة إلى ذلك تضم آليات الدفاع المدني والتي تشارك في حج هذا العام آليات للبحث والإنقاذ في حوادث انهيارات المباني باستخدام الكاميرات الحرارية وتقنيات الاستشعار عن بعد، والوسائد الهوائية. وفي إطار الآليات المتطورة التي تشارك في تنفيذ خطة الدفاع لمواجهة الطوارئ في الحج تأتي آليات التهوية وطرد الدخان وهي مزودة بمروحة هيدروليكية لشفط وطرد أكثر من 200 ألف متر مكعب من الهواء في الساعة وتدور المروحة بزاوية 180 درجة إلى الأعلى وبزاوية قدرها 35 درجة إلى الأسفل بما يتيح لها إمكانات هائلة في تنقية هواء الأنفاق في حوادث حرائق المركبات أو زيادة نسبة الانبعاثات الكربونية فيها عدد من الحدود المسموح بها. ويمكن لسيارة التهوية وطرد الدخان دفع كميات من رذاذ الماء للتبريد بكميات تزيد عن 150 لتراً كل دقيقة. إضافة إلى ذلك استخدام العربات الهيدروليكية (ونش) لرفع وسحب المركبات والحافلات وتصل قوة حبال السحب فيها إلى 30 طناً، كما يتوفر بها رافعات تمتد لمسافة 12 متراً وتحمل أكثر من 3 أطنان، هذا بالإضافة إلى عدد من سيارات الإنارة الحديثة والمجهزة بمولدات كهربائية يصل ارتفاعها إلى 10 أمتار وهي مزودة بكشافات إضاءة وتستخدم في إنارة المواقع التي يباشر الدفاع المدني عمله بها حال انقطاع الكهرباء وكذلك في الحوادث التي تقع في المناطق المكشوفة والصحراوية والتي لا يتوفر بها مصادر دائمة للإضاءة وتعد سيارة الإنارة من أهم آليات الدعم اللوجستي للوحدات الميدانية أثناء مباشرة الحوادث الليلية. مواقع مزدحمة ولضمان سرعة وصول الوحدات الميدانية لمباشرة الحوادث في الشوارع الضيقة والمزدحمة بالعاصمة المقدسة والمشاعر قامت المديرية بزيادة عدد الدراجات النارية المزودة بوسائل الإطفاء والإنقاذ الخفيفة وأجهزة القص والفصل للتعامل السريع مع كافة الحوادث التي يتعذر وصول آليات الدفاع المدني لمواقعها في أوقات الزحام بالسرعة المطلوبة ولا سيما حرائق المركبات وحوادث الطرق للاستفادة من قدرات الدراجات النارية على المناورة والتحرك في المواقع المزدحمة، والورش المتنقلة لإصلاح أي أعطال مفاجئة في آليات الدفاع المدني خلال مهمة الحج. وهناك آليات متخصصة للإنقاذ الجبلي تستخدم في عمليات الإنزال والإنقاذ والإخلاء حيث تتمركز فرق الإنقاذ الجبلي في كل من جبل الرحمة بعرفات، وجبل النور بمكةالمكرمة، بالإضافة إلى المرتفعات التي يتواجد حولها أعداد من الحجيج بغض النظر عن مكانها سواء في مكةالمكرمة أو المشاعر المقدسة أو المدينةالمنورة. كما حرصت المديرية على تأمين أحدث الآليات والمعدات لمراقبة ومتابعة حركة الحجاج في العاصمة المقدسة والمدينةالمنورة والمشاعر المقدسة، وكذلك الطرق المؤدية إليها.