كشفت خسارة المنتخب السعودي الأول لكرة القدم في تصفيات كأس العالم أمام الإمارات أول من أمس الانتهازية من بعض الجماهير والإعلام ضد منتخب الوطن واتحاد الكرة ومحاولة تصفية الحسابات بدافع الميول والاختلافات والنظرة لمن يلعب في التشكيلة لا ل"الأخضر" كممثل للبلد في التصفيات العالمية وليس ضرورة الوقوف خلفه في مرحلة حساسة وفترة قصيرة تفصل بين لقاء أبو ظبي ومباراة اليابان الحاسمة، ولمجرد عدم ضم لاعب أو لاعبين رأينا العناوين المخجلة لبعض الصحف المتشفية بالهزيمة، وهذا يعكس حالة التعصب والتشنج التي وصل إليها الإعلام قبل الجماهير، وتركيزه على عناصر معينة من دون التطرق إلى البقية وأن وقوفه خلف المنتخب يتحكم به وجود عناصر فريقه المفضل، بل رأينا كيف أن هناك من وضع عناوين تسيء للوطن قبل أن تسيء للرياضة السعودية وكأنها تخرج من صحف حائطية من دون مراعاة لأهمية التمسك بالأمل ودعم اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية والاتحاد السعودي نحو تجاوز اليابان ومراقبة النتائج الأخرى في التصفيات، ومثل هذه المهمة التي يخوضها منتخب الوطن كشفت لنا أيضاً تلك العقليات التي ترى وتشخصن وتشجع المنتخب السعودي من واقع اللاعبين وإلى أي الأندية ينتمون، وتلك مشكلة عانى منها الإعلام الرياضي منذ ولوج "أصحاب الانتماءات والغايات" الذين يوظفونه لأهدافهم لا لمصالح الرياضة السعودية، وقد رأينا كيف أن الإعلام الرياضي أصبح يحتضر بوجودهم، والبعض منهم قاد بعض الإعلام إلى الغياب والنسيان وإلى "مزبلة التاريخ" نتيجة مواقفه المتعصبة وحضوره المخجل والمضحك. نعم أمام الإمارات لم يظهر "الأخضر" بصورته المعهودة ومن حق المشجع أن يغضب وينتقد بهدوء وعقلانية ولكن حالة الانفلات التي أصبح عليها البعض وكأنه ينتظر الهزيمة ليعبر عن تعصبه وشخصنته وغياب الوعي الرياضي لديه جعلنا نحزن على حال بعض الإعلام الرياضي الذي يقصد لفت الأنظار بالإساءة والخروج عن النص بعناوين حتى لو كانت ضد رياضة الوطن ويستغلها الأعداء للترويج لها، لذلك نقول على كل وطني غيور أن يتحد ويقف صفاً واحداً خلف منتخب بلاده فلايزال هناك أمل يمكن بلوغه بحول الله بالفوز على اليابان وانقياد الحسابات في النتائج الأخرى لصالحنا.