هل المدربون دائمًا أبخص؟! وهل إدارات الأندية دائمًا أبخص؟! أم أنَّ من الجمهور والإعلاميين والنقاد من هو أبخص؟! من خلال استقراء واستذكار العديد من الأحداث والقرارات والخيارات والتعاقدات تقول ان لا أحدًا من هؤلاء يملك صك ملكية أبدياً للصواب، وهناك العديد من التجارب والقرارات التي أثبتت أن كل هؤلاء ربما يخطئون ويصيبون، ومع أنِّي أميل إلى حقيقة أنَّ الجمهور والإعلام لا يكاد يجمع على قناعة إلا وتكون هي الأقرب للصواب، إلا أنَّها قناعة لا ترتقي إلى أن تكون من المسلمات التي يجب أن يأخذ بها المدربون وإدارات الأندية على طول الخط، وهناك العديد من القرارات والاختيارات التي اتخذها مدربون وإدارات أندية من دون أن تحظى بمباركة إعلامية وجماهيرية ثم أثبتت التجربة صوابها، والعكس صحيح!. ما أريد أن أصل إليه هو أنَّ من حق المديرين الفنيين أن يتخذوا قراراتهم الفنية، ومن حق رؤساء الأندية ومجالس إداراتها أن تتخذ ما ترى أنه القرار الصائب، كما أنه من حق الإعلامي والناقد بل وحتى المشجع البسيط أن يبدي رأيه وأن يعلق على هذه الأحداث والقرارات ضمن حدود النقد المؤدب الذي لا يتجاوز الخطوط الحمراء!. في الآونة الأخيرة برزت ظاهرة غريبة أو مقولة غريبة تدعو إلى تكميم الأفواه وإسكات الجميع، تحت عنوان "المدرب أبخص" أو "الرئيس أبخص"، وشاهدت من خلال متابعة أو الدخول في العديد من النقاشات في برامج ومواقع التواصل الاجتماعي أو حتى المجالس الخاصة أنَّ هناك شريحة لا بأس بها من الجماهير باتت تتبنى هذه السياسة وتحاول فرضها على الجميع، بل وتعتبر أي انتقاد أو تحفظ أو تعليق على أي قرار فني أو إداري بمثابة خرق للقوانين، وطريقًا لهز الاستقرار الفني والإداري، وأنَّ على الإعلامي والمشجع أن يكتفيا بالصمت، ويرون أنَّ الدعم للنادي والإدارة واللاعب والمدرب لا يتم إلا عبر هذا الأمر، السكوت .. والسكوت فقط!. في رأيي أنَّ هذا السلوك والتوجه الذي يسعى لتكميم الأفواه وتجريم النقد وإبداء الآراء حتى بطريقة مؤدبة بناءة لا يقل خطرًا على الكيانات من بعض الطرح المتشنج الذي ربما يدعو لطرد المدرب واستقالة الإدارة وهدم كل شيء من أجل خسارة مباراة أو الخروج من بطولة ما!. الحقيقة التي أجزم بها أنَّ لا أحد "أبخص" على طول الخط وفي كل وقت، والأكيد أنَّ تعدد الآراء وتنوعها والاختلاف الذي يتفق على حب الكيان ومصلحته هو الأكثر نفعًا من الرأي الأوحد، وأنَّ الدعم ربما يكون أحيانًا بالنقد البناء ولفت نظر المسؤول للرأي الآخر ولزوايا أخرى، وربما كان الهدم والخذلان أحيانًا في الصمت والسكوت، ولنا فيما حدث ل"بعض" الأندية من كوارث إدارية ومالية وفنية بسبب صمت إعلامها وجماهيرها وطبطبتهم وتطبيلهم للمسؤول خير دليل، وأنتم أبخص!.