، سلاحان يستخدمهما الأعداء للكيد والهدم والتدمير، كلاهما يوجه إلى عقل المتلقي ويؤثران فيه، وتبذل أجهزة الدولة جهوداً مشكورة في مجال حماية المجتمع من هذين الخطرين. وأتى برنامج (نبراس) بإشراف صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف ليضيء الطريق للعاملين في مجال الوقاية من المخدرات، ويوحد جهودهم، ويجمعها تحت مظلة واحدة لتحقيق التكامل والتعاون والاستفادة من الجهود المبذولة من جميع مؤسسات المجتمع ذات العلاقة بالمخدرات. وقد حرص الشيخ الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل مدير الجامعة على تحقيق التكامل بين المركز السعودي للوقاية من المخدرات ( حصين )، واللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات ممثلة في المشروع الوطني للوقاية من المخدرات ( نبراس ). ويتميز مشروع ( نبراس ) بأنَّه أول مبادرة وطنية حقيقية متكاملة في مجال الوقاية من المخدرات، تحقق الشراكة بين القطاع الخاص الذي ظلَّ غائبًا أو شبه غائب في العقود الماضية عن المشهد الوقائي؛ فأتت الشركة الرائدة (سابك) في المقدمة؛ ومن المؤمل أن نرى جهاة وشركات تدعم العمل الوقائي، وتسهم في تعزيزه إيماناً بواجبها الوطني والاجتماعي. ولسابك الراعية شرف المبادرة والسبق. ويتميز (نبراس) بطموحه في بناء قدرات وطنية متخصصة عن طريق تدريبهم وتطوير أدائهم؛ ليسهموا في بناء برامج تعنى بالقيم الاجتماعية وبناء المهارات الحياتية الإيجابية. واستطاع ( نبراس) أن يتلمس حاجات المجتمع الوقائية، فركز على اختيار أفضل الوسائل وأنجعها، وأكثرها تأثيرًا لدى المتلقين. وفي مقدمة البرامج الهادفة للمشروع الأسرة. والأسرة كما تشير العديد من الدراسات العلمية تمثَّل خط الدفاع الأول في مواجهة المخدرات، فوعي الأسرة وتماسكها وبناؤها وإدراكها للقيم المعززة لبناء الشخصية؛ يسهم بعد توفيق الله في بناء شخصية قوية مبدعة ومفكرة وقادرة على رفض التجريب والتعاطي. وتعدَّ المدرسة المحضن التربوي الثاني بعد الأسرة، ففيها يكتسب الطفل المهارات والقيم والخبرات والمعارف فاستهدف (نبراس) منظومة التعليم ببرنامج متخصص موجه للبيئة المدرسية لتعزيز الحصانة الذاتية لدى الطالب بتوطين خبرات تدريبية متمكنة داخل كل مدرسة. والوصول إلى المدرسة يعني الوصول إلى المجتمع. فلدينا ما يزيد عن ستة ملايين طالب وطالبة في التعليم العام يقودهم ستمئة ألف معلم ومعلمة. ولأهمية الإعلام وأثره في التوجيه وتغيير القناعات وبناء المفاهيم فإنَّ مشروع (نبراس) خصص برنامجًا للإعلام الجديد والإعلام التقليدي. ففئة الشباب في المملكة تشكِّل الفئة الأكثر، ولا يكاد شاب سعودي يخلو جيبه من جهاز ذكي؛ بل إنَّ نسبة الهواتف الذكية في المملكة تصل 75 % من الهواتف المستخدمة، وهناك خمسة ملايين مستخدم لتويتر، وأكثر من مئتين وتسعين ألف مشاهدة لليوتيوب في كل يوم. والوصول إلى الشباب عن طريق التقنية برسائل إعلامية هادفة ومبنية على أسس علمية سيسهم في بناء ميولهم واتجاهاتهم، وسيقطع الطريق على رسائل سلبية أخرى؛ بل وعلى جهات تحمل أفكاراً مشبوهة تحاول أن تصل إلى هذه الفئة الغالية وتسعى لاستغلالها؛ بل وتجنيدها ضد دينها ووطنها ومليكها ومكتسباتها. ولتعلق فئة كبيرة من الشباب بالرموز الرياضية ومشاهير الكرة فإنَّ ( نبراس) لم يغفل تأثير هؤلاء المشاهير على فئة الشباب ولم يغفل هذا الإعجاب فتبني(نبراس) توجيه رسائل إلى فئة الشباب، تُقدَّم من اللاعبين المشهورين والمشهود لهم بحسن الخلق والأدب، فالرسالة التي تقدم من شخصية رياضية محبوبة ومرغوبة ستسهم في تغيير المفاهيم وبناء الاتجاهات الإيجابية لدى فئة عمرية ترى أنَّ هؤلاء اللاعبين قدوات ونماذج تحتذى. واعتنى (نبراس) بالدراسات والبحوث العلمية الموجهة للعمل الوقائي والمحددة لبوصلته، استشعارًا من العاملين في المشروع بأهمِّية البحث العلمي وضرورته، فعن طريقه تتحدد الأساليب والفئات العمرية بل والأماكن الجغرافية. * وكيل المركز السعودي لدراسات وأبحاث الوقاية من المخدرات.