موسم الحج يجمع فيه المسلمون الحسنات إلى درجة النقاء من الذنوب، ففي الحديث الشريف (من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه)، ويشرح الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله الحديث بقوله "إن الإنسان إذا حج واجتنب ما حرم الله عليه من الرفث، وهو إتيان النساء، والفسوق وهو مخالفة الطاعة، فلا يترك ما أوجب الله عليه، ولا يفعل أيضاً ما حرم الله عليه، فإن خالف فهذا هو الفسوق. فإذا حج الإنسان ولم يفسق ولم يرفث فإنه يخرج من ذلك نقياً من الذنوب، كما أن الإنسان إذا خرج من بطن أمه فإنه لا ذنب عليه، فكذلك هذا الرجل إذا حج بهذا الشرط فإنه يكون نقياً من ذنوبه"؛ فالحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وهو الركن الوحيد الذي له سورة في القرآن الكريم باسمه، وورد في أحد عشر موضعاً، كما في الآية الكريمة (ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ)، قال بعض المفسرين إنها مناسك الحج. موسم الحج كله خيرات وبركات يجنيها عباد الله المسلمون حين يتفرغون لها دون غيرها، فرب العباد حثّ المسلمين على أداء فريضة الحج لمن استطاع إليه سبيلا ونهاهم عن الرفث والفسوق، وللأسف هناك من يعتبر نفسه مسلماً يدعو إلى تسييس هذه العبادة الروحانية من أجل استغلال تجمع هذا العدد الهائل من حجاج بيت الله الحرام لينشر فكره المريض ويروج له في أوساط ضيوف الرحمن، ولكن دولتنا -حماها الله- وقفت والعالم الإسلامي في وجه تلك الدعاوى المغرضة التي كلها فسق وفجور ومعصية لأوامر الخالق عز وجل، وقفت من أجل أن يكون الحج عبادة خالصة لوجه الله سبحانه وتعالى، لا تشوبه شائبة من شوائب الدنيا، ومن أجل أن تؤدي جموع الحجيج نسكها بكل يسر وسهولة واطمئنان وأمن وأمان. المغرضون يريدون إخراج الحج عن مقاصده الأساسية كونه عبادة ربانية خالصة إلى أهداف دنيوية قاصرة تعبر عن فكرهم الضيق.