هو من أعمال الفيلسوف والكاتب الروسي العالمي ليو تولستوي التي أصدرتها دار الجمل مؤخراً في طبعته الأولى. وفي هذا الكتاب يعرض تولستوي قصة مصرع ايفان ايليتش, ويصوغها بقلمه وسحره البياني الى قطعة أدبية جذابة. وهذا الشخص كان قاضيا في إحدى المحاكم في روسيا القيصرية وقد استطاع تولستوي أن يبرهن للقراء عن قوة تأثير المال والجاه والسلطة على البشرية, وان الإنسان ضعيف مهما منح من القوة والسلطة والنفوذ.. فهذا ايفان القاضي التي كانت المحاكم يأتها الخوف والهلع عندما يسمع صوته في أروقة المحكمة قد أصبح رهن الأمراض والهزال, فقد تلك القوة والهيبة وعندما يراه أي شخص يعرفه يتمنى له الخلاص من الدنيا, وحتى ابنته وزوجته تمنيا موته لأنهما قد مرضا معه حيث لا يستطيعان أن يمارسا حياتهما اليومية بشكل طبيعي ,فقد كانا بجانبه طوال الوقت , بعد ان كانا يخرجان إلى التسوق ولقاء الأصدقاء من ذوي الطبقة الارستقراطية في بطرسبورغ قبل مرضه. ولهذا تحول مرض ايفان الى كابوس اكتسح البيت وحوله الى أمواج من الحزن والكآبة. وبهذا يعرض تولستوي القصة متسائلا هل هذا انانية من الزوجة والابنة, أم أنها اللا مبالاة أم التسليم بقضاء الله وقدرته, أو أن ليس لهما القدرة في الاعتناء فعليا بايفان. هي أسئلة تضفي على علاقة الأزواج حيرة وخوف عندما يكون أي من الزوج أو الزوجة في احتمالية الوقوع في براثن المرض والاضطرار إلى مواساة الطرف الآخر المتضرر وبذل الجهد من اجل راحته والعناية به. ها هي قصة ايفان ومصرعه التي صورها العبقري ليو تولستوي لأخذ العبرة والعظة بأان مغريات الدنيا من مال وجاه وصحة وقوة وفتوة لن تدوم.. وفي أي لحظة من حياته ممكن أن يفقدها الإنسان إما بالموت أو بأي شي يقدره الله. وفي هذا الكتاب الذي ترجمه سامر كروم أضاف قصص أخرى من روائع تولستوي ومنها "يمهل ولا يهمل" وهي تتناول قصة التاجر ايفان اكسيونوف الذي حُكم عليه ظلما ونفي إلى سيبريا ستا وعشرين سنة, ثم يتعرف على القاتل الحقيقي ماكار في السجن, ليفرج عنه ويموت القاتل الحقيقي في السجن. وأما القصة الأخرى فهي "متى وجد الحب؟" يتناول فيها تولستوي العمل الصالح والعيش من اجل الله وهي قصة اسكافي بسيط يدعى مارتن يلتقي بزاهد في ساعة تحطم نفسيته بفقد زوجته وابنه الوحيد , فيعيد له الأمل في الحياة بطريقة جسدها الكاتب تولستوي بسيناريو ممتع وجذاب لا يمل القارئ منه.