إن البيت المسلم السعيد هو الدعامة الأساسية لقيام المجتمع المسلم الرشيد، فإذا تصورنا أن عقد الزواج بين رجل وامرأة هو عقد شركة بين طرفين كل منهما كامل الأهلية، فإن كل شركة قابلة للربح والخسارة، تربح إذا نظمت تنظيماً سليماً وأديرت إدارة رشيدة، لذلك فإن اختيار طرفي الشركة يعتبر أمراً مهماً. وحتى لا نخدع بالمظاهر أو نتأثر بالأهواء فنقع في الخطأ أرشدنا الإسلام إلى الطريقة المثلى لاختيار شريك الحياة وسنّ لنا سنة الخطبة قبل الزواج لكي يتسنى للزوجين التعرف على طباع كل منهما للتقليل من حصول المشاكل الزوجية التي قد تؤدي إلى الطلاق فيما بعد، وهناك بعض النصائح لكيفية اختيار الشريك المناسب، ومن أهم الصفات التي ينبغي أن تتوافر في الزوج فهي الدين والخلق تبعاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه». كما أن هناك أمور هامة على المرأة مراعاتها عند اختيار شريك الحياة ألا و هي: التكافؤ فمن الضروري الانتباه إلى التكافؤ المادي والعلمي والعائلي بين الطرفين حتى لا يشعر أحدهما بأنه صاحب فضل على الآخر، والتقارب في العادات والصفات والاهتمامات مثل الذوق، المشرب، والمأكل، والتعرف على طباع الزوج مثل: حدة الطبع، سرعة الغضب، شدة الغيرة، أو الحرص الشديد ومحاولة تغيير بعض الصفات السلبية بالحسنى والكلمة الطيبة من غير انتقاد، والاتفاق على كل شيء قبل الزواج مثل: طبيعة ومكان وأثاث منزل الزوجية، كيفية الإنفاق، عمل الزوجة وخروجها من المنزل، النظرة للعادات والمناسبات الاجتماعية، و قبل ذلك كله الاتفاق على الهدف من الزواج. هذا على المستوى العائلي والاجتماعي أما على المستوى الصحي فمن المهم القيام بفحص ما قبل الزواج وهو ما قد تعارف عليه الجميع باسم الفحص الطبي الوراثي ما قبل الزواج لمعرفة إذا كان أحد الطرفين حاملاً لأي من الأمراض الوراثية، وهناك أسباب متعددة جعلت هذا الفحص من الأمور الأساسية الواجب مراعاتها قبل الإقبال على الزواج منها: انتشار العديد من الأمراض الوراثية والتي تعتبر من الأمراض المستعصية التي يصعب علاجها وتستمر مدى الحياة كما أنها تحتاج إلى رعاية طبية مستمرة، ولا شك أن انتشار مثل هذه الأمراض يؤثر سلباً على إنتاجية المجتمع وصحته كما يشكل عبئاً مادياً ومعنوياً كبيراً على أفراد الأسرة، الجدير بالذكر أن الحكومة السعودية جعلت الفحص ما قبل الزواج إلزامياً، مع العلم بأن نتيجة الفحص لا تؤثر على قرار المأذون الشرعي الذي يقوم بعقد الزواج بل إن القرار يعود للطرفين بالاستمرار بمشروع الزواج أم لا ، وأخيرآ نتمنى من جميع المقبلين على الزواج عمل هذا الفحص، من أجل أن نحقق لشركة الزواج التي تنشأ بين رجل مؤمن وامرأة مؤمنة أن تنجح وتربح وتثمر أطيب الثمرات. إن الاستعداد النفسي قبل الزواج من أهم المراحل التي قد تؤثر إما سلباً أو إيجاباً على صحة الأسرة المستقبلية، وهناك بعض النصائح التي قد تساعد على تحضيرالفتاة نفسياً لهذه المرحلة الجديدة من حياتها، فعليها استشارة والدتها عن الأمور المتعلقة بالزواج، وأن تتحدث مع صديقة أو إنسانة مقربة لها إن كان لديها أية تساؤلات أو مخاوف، ومحاولة أن تجد الكتب المناسبة أو البرامج التلفزيونية التثقيفية التي سوف ترشدها للحياة الزوجية السعيدة (دينية،اجتماعية ونفسية)، ويفضل حضور دورات تعليمية عن كيفية التعامل مع الزوج وتربية الأطفال عند توفرها، والدعاء لله والاستخارة في اختيار الشريك الصالح.. وفق الله الجميع. * قسم التثقيف الصحي