أكد رئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل بن فهم السلمي ، خلال كلمته التي القاها اليوم الثلاثاء أمام مجلس النواب العراقي، على مواكبة البرلمان لجهود دولة العراق في محاربة تنظيم داعش الإرهابي مشيدا بأرض بغداد السلام، التي كانت ولازالت وستظل فخر ومعلم من معالم الحضارة العربية والإسلامية، ومنارةً ومركزاً لعروبتها وثقافتها. وأكد أن موقفٌ البرلمان ثابت منذ قيام هذا التنظيم الإرهابي باحتلال مدينة الموصل والمدن العراقية الأخرى، وقال: " أدنا هذا الاحتلال وأعلنا تضامنا التام والكامل مع دولة وشعب العراق وطالبنا بدعم جهود دولة العراق في تحرير وبسط سيادتها على كافة أراضيها، ومساندتها في مواجهة ما يقوم به تنظيم داعش الإرهابي، من جرائم وانتهاكات وحشية وتهديد سلامة ووحدة العراق ووئامه المجتمعي". وأضاف " كما أكدنا على سيادة الدولة العراقية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية والمساس بوحدة أراضيها وطالبنا دول الجوار أن تكون العلاقة مبنية على احترام سيادة دولة العراق والمصالح المشتركة، وأعلنا رفضنا لوجود أية قوات أجنبية على الأراضي العراقية دون موافقة من دولة العراق واحترام سيادة الدولة العراقية على كافة أراضيها وحدودها ومنافذها" وتابع السلمي" كما ثمنا ونثمن الدول العربية التي شاركت في التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا". وتقدم رئيس البرلمان العربي بالتهاني لجمهورية العراق رئيساً وحكومة وبرلماناً وشعباً بالانتصار على تنظيم داعش الإرهابي، وتحرير مدينة الموصل ومعظم المدن العراقية، ومثمناً التضحيات الكبرى التي قامت بها القوات المسلحة العراقية، لمحاربة هذا التنظيم المجرم، والتي كان لتلاحم الشعب العراقي بكل أبنائه وأطيافه أبلغ الأثر في هذا الانتصار، واستطاع العراق بعد أن اجتاز هذه المرحلة الصعبة، أن يثبت للعالم أجمع، ورغم كل التحديات الجسام التي واجهها، أنه بلدٌ قويٌ وموحدٌ بسواعد أبناءه المخلصين. وأشار د. السلمي إلى أن البرلمان العربي يدعم قيام حكومة وطنية عراقية موحدة، تعمل على تخطي الصعاب وتوفير الحياة الكريمة لكافة أبناء الشعب العراقي، لأن ظروف المرحلة الحرجة تتطلب العمل من أجل عراق موحد، يُحقق تطلعات الشعب العراقي بكافة مكوناته، في الأمن والاستقرار والحياة الكريمة، لأن أمن واستقرار العراق هو ما تصبوا إليه الأمة العربية، متطلعا إلى عودة العراق لمكانته وقوته ومركزه التاريخي، على المستوى العربي والإقليمي والدولي، ومؤكدا ان وما وجوده اليوم بالعراق إلا للتعبير عن إيمانه الراسخ، بإن العراق هو أحد أهم الركائز الأساسية للبيت العربي، ويجب أن يأخذ دوره في العمل العربي المشترك مساندًا وداعمًا لقضايا الأمة العربية، كونه أحد مؤسسي جامعة الدول العربية. ونوه د.السلمي إلى أن العراق يكتسب هذه المكانة من خلفيته التاريخية وعراقة شعبه وهويته العربية الأصيلة، وقال "من المؤكد أن التزام العراق بالعمل العربي المشترك سيكون له الأثر الكبير في عودة العراق لممارسه دوره الفاعل على الساحة العربية والإقليمية خدمة لقضايا ومصالح الأمة العربية". ودعا رئيس البرلمان العربي إلى تعزيز العلاقات الوثيقة والاستراتيجية بين العراق وجواره ومحيطه العربي، وتمتين العلاقات بين العراق والدول العربية، لتصل إلى أعلى المستويات، مؤكداً انه هو ما يجب أن يكون، وما نعمل عليه معكم جميعاً أبناء الشعب العراقي مسؤولين ومواطنين، وهو ما دعانا إلى التشرف بزيارتكم في هذه الأيام المباركات التي تسبق الحج إلى بيت الله الحرام. وأكد د. السلمي على دعمه لمشروع المصالحة الوطنية في العراق، وتطبيقه بشكل فعال وحقيقي للحفاظ على اللحمة الوطنية ووحدة البلد، والتعايش السلمي والتفاهم بين كافة أبناء الشعب العراقي، وان البرلمان العربي يؤكد حرصه على نجاح مشروع التسوية التاريخية بين أبناء الشعب العراقي، ودعمها في جميع المحافل البرلمانية الاقليمية والدولية، لتحقيق هذه التسوية التي يتطلع لها كل الشعب العربي. وقال د. السلمي بأن إنجاح مشروع المصالحة الوطنية، هو بناء حاضر العراق ومستقبله، دون الاعتماد أو التعويل على الغير، بطاقاته البشرية المبدعة والمخلصة، من علماء ومفكرين ومثقفين، الذين يمثلون الركيزة الأساس في مشروع النهضة والتنمية، فالحوار البناء، سيعطي تصورًا واضحًا لمستقبل أفضل للشعب العراقي، لأن الأزمات السياسية المتوالية التي شهدها العراق، ونأمل أن لا يشهدها في المستقبل، لا تصب سوى في مصلحة أعداء العراق، خاصة بعد الجروح العميقة التي سببها إرهاب داعش البغيض،وهو ما يستوجب معالجة كل الإشكالات السياسية والاجتماعية، وآثار دخول الإرهاب إلى العديد من محافظاتالعراق، والخراب المجتمعي والعمراني الذي نتج عن هذا الاحتلال، والإعمار الشامل للبُنى التحتية، بعد أن أتى الارهاب على أغلب مظاهر العمران في تلك المناطق. وطالب رئيس البرلمان العربي من الدول العربية ودول العالم أجمع، الإسهام في إعادة إعمار المدن العراقية المحررة من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي، والتفاعل مع توجه دولة الكويت الشقيقة، التي أبدت استعدادها لاستضافة مؤتمر إعادة إعمار مناطق العراق المحررة، كما أنه أصبح من الضرورة بمكان، الإسراع بحل مشكلة النازحين وعودتهم إلى ديارهم التي نزحوا منها، بسبب الارهاب الظلامي، قائلا لقد طالبنا ونؤكد على طلبنا اليوم من الدول العربية وجامعة الدول العربية، والمجتمع الدولي، والمنظمات الإنسانية، تحمل مسؤولياتهم والقيام بدورهم تجاه مشكلة المهجرين وما يعانوه من ظروف إنسانية صعبة، ومساندة ودعم الدولة العراقية لحل هذه المشكلة. وأوضح د. السلمي انه على قناعة أننا نتقاسم نفس الانشغالات في ظل الظروف التي تمر بها منطقتنا العربية، من احتلال للأراضي العربية في فلسطين وسوريا ولبنان، ومن هجمات إرهابية، وتدخلات خارجية، الأمر الذي يدعونا جميعاً، للعمل والوقوف صفاً واحداً في مواجهة هذه التحديات، نعزز التضامن العربي، وننسق السياسات والمواقف والجهود، بما يخدم قضايا ومصالح الأمة العربية، ويُحقق الأمن والسلم للمنطقة العربية والعالم أجمع ، وانه يؤمن بأن العمل البرلماني العربي قادر على الإسهام في استنهاض الهمم العربية الرسمية والشعبية، ومعالجة التحديات، وتقديم الحلول والمعالجات، والتأثير الإيجابي في صناعة القرار العربي الرسمي، بما يرقى إلى مستوى طموحات أمتنا العربية، والاستجابة لتطلعات وآمال أبناء الأمة العربية في حاضرها ومستقبلها.