(1) العظماء تخلدهم أعمالهم ! ترحل أجسادهم التي تعبت في مراد نفوسهم الكبيرة وتخلدهم في هذه الدنيا أعمالهم.. سيما أولئك الذين نذروا أنفسهم لإسعاد الناس. (2) الأسطورة عبدالحسين عبدالرضا -رحمه الله- تجاوز صفة "الفنان" قبل رحيله بأعوام!، وقد ثمنّت بلاده مسيرته في حياته، بيد أنه لا يمكن لمتأمل حصيف أن يقرأ 56 عاما من العمل الشاق والتضحيات من أجل إسعاد الناس، إلا ويكتشف أن هذا الجهد الباذخ لايقدمه فنان!، بل رمز، وبطل قومي، وأسطورة.. (3) الأمر ليس أداء أمام "الكاميرا" وحسب، بل كتابة وتأليف وغناء وشعر وإخراج ودعم وتشجيع وانتقاء ودهاء وإيثار، وحتى نكون منصفين فقد كان ضمن فريق عمل يعيش من أجل الفن، والفن فقط، نسوا مذاهبهم وأطيافهم وقبائلهم فقدموا وطنهم ولوطنهم الشيء الكثير حتى خرجوا من حدوده ليقدموا للخليج والعرب كل الدهشة والكوميديا والضحك وأسس النقد.. (4) كوميديا سامية، منيفة، وافية، خالصة، ليس للمادة أولوية في مسيرتها، بعيدة عن الإسفاف والابتذال، في أُطر احترام المتلقي، ورفع الذائقة، والإصلاح.. (5) نحن في خطر من رحيل الروّاد! الذائقة العامة تتهاوى من رحيلهم الواحد تلو الآخر فالنسخ التالية في عالم الدراما والمسرح والسينما لاتقدّم مايستحق دقائق المشاهدة! لذا على القنوات وجهات الدعم ووزارات الإعلام أن يرأفوا بالناس ويلزموا "التالين" بنهج منهج من سبقهم.. (6) "عبدالحسين عبدالرضا.. الممثل الذي لايمثل علينا!"، فازت الشاعرة والكاتبة سعدية مفرح بهذه العبارة الفاتنة الرشيقة التي تمنيت التقاطها لولا أن الحزن كان أكبر من الكتابة! (7) أحد لايمكنه اختزال ثروات الكويت ومقدراتها.. ولكن إن سمحتم لي فحزني يختزلها بثلاث: النفط.. والبحر.. وعبدالحسين عبدالرضا..