وترجل فارس الفن الخليجي بعد عشرات السنين من العطاء, لعقود من الزمن ومنذ نعومة أظفارنا, كان عملاق الشاشة الخليجية والعربية (بوعدنان) يزرع البسمة على شفاهنا ويدخل الضحكة على قلوبنا جيلاً بعد جيل, أحببناه صغاراً وكباراً فكم استمتعت عندما كنت صغيراً مع والدي رحمه الله بمشاهدة أعماله الفنية المبهرة, فعبدالحسين عبدالرضا قامة فنية أحبتها الجماهير الخليجية والعربية حباً راقياً صادقاً نقياً, ماذا عساني أستطيع أن أكتب في من سخر حياته للترفيه عن محبيه وجماهيره بصدق وإخلاص وتواضع, لم يصنع فناً مبتذلاً أو رخيصاً, بل أسس إمبراطورية فنية كوميدية لن تتكرر من بعده, سواءً على مستوى الكوميديا الاجتماعية أو كوميديا النقد السياسي الساخر, واللذان كان يحترفهما بشكلٍ مبهر, استمتعنا ونحن صغار بعفويته الجميلة وخفة دمه في التمثيل وتقمّص الدور الذي يقوم به على أكمل وجه وبدون تصنع أو تكلف حتى أصبح كأنه يعيش الدور حقيقةً وليس تمثيلاً, جميع جماهير العملاق (بو عدنان) لا تكلّ ولا تملّ من مشاهدة مسلسلاته الجميلة ومسرحياته الرائعة مرةً بعد أخرى, وفي كل مرةٍ يضحك الجميع وكأنهم يشاهدونها لأول مرة, وعلى رأسها المسلسل الشهير (درب الزلق) وغيره من الروائع الفنية مثل (اوبريت بساط الفقر) ومسرحية (باي باي لندن) ومسرحية (سيف العرب) ومسرحية (فرسان المناخ) وغيرها الكثير من أعماله التي لا ننساها, رحمك الله (أبا عدنان) فشاهدتي فيك مجروحة, فالجميع حزن لفراقك ليس على مستوى الكويت فقط بل على مستوى العالم العربي, لأنك زرعت حبك واحترامك في قلوب جماهيرك فلن ننساك من خالص الدعاء. عباس توفيق الرمضان