ضجت مواقع التواصل الاجتماعي منذ الإعلان الأول لدخول الفنان عبدالحسين عبدالرضا العناية المركزة، وانتشار أنباء عن إصابته بجلطة دخل على إثرها في غيبوبة. وكان تفاعل الفنانين الخليجيين والعرب مع هذه الأنباء كبيراً بحجم ومكانة هذا الفنان، بيد أن نقيب الفنانين الكويتيين الفنان طارق العلي خرج بتصريح فند فيه إصابة الفنان أبوعدنان بما يتم تداوله، وأوضح أن الأمور تسير وفق ما هو كان متوقعاً ومرتباً له، إذ خضع لجراحة في لندن، أدخل على إثرها العناية المركزة. وقال عبر برنامج تفاعلكم: «الجراحة كانت مرتبة سلفاً لصمامات القلب، واتصلت بعائلة الفنان التي أكدت له أنه يرقد في العناية المركزة وأنه لم يصب بجلطة كما يشاع». وبات الحزن والدعاء طاغيين في حسابات فناني الخليج وجمهور الفنان عبدالرضا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتصدرت إشاعة دخوله في غيبوبة وإصابته بجلطة تهدد حياته الرسائل المتداولة، قبل أن يخرج الفنان العلي ويفند كل هذه التكهنات، وبعبارات حزينة كتب الفنان داود حسين: «اللهم يا شافي يا معافي ألبس أبي الروحي وأخي الأكبر وأستاذي ومعلمي في الفن والحياة ثوب الصحة والعافية، ولا احتاج للتعليقات بقدر حاجتي للدعاء». ووضع الفنان طارق العلي «برومو» يجمعه بأجمل اللحظات مع الفنان عبدالرضا، وقال: «العملاق العم عبدالحسين عبدالرضا من الشخصيات الرائعة التي تركت فيّ بصمة كبيرة في مسيرتي الفنية وأسأل الله أن يشافيه ويعافيه». وأصدرت عائلة عبدالرضا بياناً أوضحت فيه أن «حاله مستقرة، ولا صحة لما ينشر حول دخوله غيبوبة، وأسرته تطمئن محبيه وتطالب بتحري الدقة وعدم نشر الإشاعات». وخيم الحزن فور انتشار الخبر على أصدقاء الدرب الفني ومن بينهم الفنان سعد الفرج الذي أبدى حزناً كبيراً على «أخ الفن والحياة»، ولم يختلف الأمر لدى الفنانات حياة الفهد وسعاد عبدالله ومريم الصالح، وجيل كامل من عمالقة الفن في الخليج، وحتى جيل الشباب الذي يرى فيه القدوة في التمثيل. وأظهر التعاطف الكبير الذي أبداه مسؤولون وفنانون وجمهور مع حال عبدالرضا الصحية المكانة التي يتمتع بها على مدى عقود من العطاء الفني المتزن، إذ يعد واحداً من أهم رواد وعمالقة الفن الخليجي، وهرماً من أهرام الدراما، وواحداً من أساطير الكوميديا العربية، إذ تجاوزت شهرته الخليج العربي لتصل إلى الوطن العربي الكبير، عبر مجموعة كبيرة من المسلسلات والمسرحيات والاسكتشات الغنائية، إلى جانب تفرده بشخصية كوميدية من النوع النادر. تجاوز عمره الفني خمسة عقود، وما زال حتى آخر ظهور له عبر مسلسل سيلفي الرمضاني إلى جانب الفنان ناصر القصبي، زارع الابتسامة وحاصد الإعجاب، وحتى ومع وصوله لنهايات 78 عاماً، إلا أنه لا يزال يتمتع بحس الشباب الطاغي المحب للحياة، ولم تكن هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها لأزمة صحية حادة، ففي العام 2003 تعرض لأزمة قلبية أثناء تصويره مسلسل الحيالة، نقل على إثرها إلى المستشفى وتبينت إصابته بانسداد في الشرايين، سافر بعدها إلى لندن لإجراء جراحة عاجلة، وعاد بعد شفائه ليكمل تصوير المسلسل. وفي العام 2005 أصيب بجلطة في المخ أدخل على إثرها العناية المركزة، ونقل للعلاج إلى ألمانيا بعد الانتهاء من مسلسل العافور، وفي العام 2015 أجرى جراحتي قسطرة للقلب في لندن. لم تكن إطلالته الأولى في مسرحية «صقر قريش» إلا ولادة نجم كبير، واقترن اسمه بأهم الأعمال المسرحية والدرامية، وكذلك مسلسل «درب الزلق»، وهو واحد من أساطير الأعمال الخليجية التي وضعت الفنان عبدالرضا في مصاف الرواد، وكان يتمتع بحنجرة ذهبية ساعدته في تأدية الأغاني وأنجحت مشروع الاسكتشات، والتي كان من أهمها الثنائيات التي امتدت لسنوات مع الفنانة سعاد عبدالله. وقبل أشهر افتتح مسرحاً ضخماً يحمل اسمه في منطقة السالمية بالكويت، عرفاناً لجهوده الفنية وإنجازاته.