يقول وليام شكسبير "الإصرار على التفاؤل قد يصنع ما كان مستحيلاً....".. والتفاؤل هو أن ترى طريقاً ممتداً أمامك ولاتعرف أين ينتهي... ومع ذلك تقدم على المشي داخله بإيجابية وبإحساس متفائل بأنك سوف تعبره بإذن الله... وستتجاوز صعوبته... الشخص الآخر يرى طريقاً أسهل من طريقك واضح المعالم ويحتاج فقط إلى الانطلاق ومع ذلك يتوقف ويتأكد دون أن يقدم بأن الطريق صعب ولن يصل إلى نهايته... وما بين النظرتين يكمن التفاؤل والتشاؤم... فالمتفائل يرى الفرص في كل صعوبة... والمتشائم يرى الصعوبة في كل فرصة" كما يقول ونستون تشرشل... لأن التفاؤل يخلق الفرص مهما كانت صعوبتها... ويجعلك تراها.. بينما التشاؤم يبدد الفرصة وهي في يدك...! في الحياة اليومية تجد أحدهم يشتكي دوماً من الحياة وعدم وجود أمل.. ويستصعب كل شيء... حتى وإن كان متاحاً أمامه... أنت تراه وهو لايراه.... تخبره أنّ كل شيء لديه وجهان وعليك أن تركز إلى الوجه المضيء... لأنه حتى الصورة القبيحة لو دققت فيها جيداً ستجد ملامح جمال تعجبك... وهو مايعني كما يقول أحدهم إن الجمال يختبئ في كل شيء... ولكن ليست كل عين ترى... هذه العين التي ترى الجمال ينبغي أن تكون المرشد في الحياة والدافع للعيش بطريقة أجمل.. وهي التي تلتقط الأشخاص الإيجابيين والمحبين للحياة وتجذبهم إليها... لأن المتفائلين بطبعهم يتقاربون ولا يحبون المتشائم الذي يغلق أبواب الحياة المفتوحة... ولذلك تجد المتفائل يشعر بالحب ويعيش بالأمل ....! في دراسة لدورية مايو كلينك بروسيدنغز... عن التفاؤل توصل الباحثون إلى أن الأشخاص الذين يشعرون بتفاؤل تجاه المستقبل تزيد فرصهم للحياة لعشرات السنين بعد إصابتهم بأزمة قلبية لأول مرة مقارنة مع من هم أقل تفاؤلاً... وقال العلماء إن نتائج الدراسة لاتثبت أن التفاؤل يطيل الحياة لكنهم أضافوا أن على الأطباء دراسة إضافة تدريب المرضى خلال فترة النقاهة بعد الإصابة بأزمات قلبية على التفاؤل... وقال كبير الباحثين في الدراسة: من المهم الإشارة إلى أن التفاؤل ليس ببساطة نظرة وردية على العالم ولكن المتفائلين يعترفون بالمخاطر ويخططون لكيفية التعامل معها.. .ويكونون أكثر قابلية لمواجهة التحديات مثل تعديل أسلوب الحياة التي يعيشونها... بعد الإصابة بأزمة قلبية... ولمعرفة الصلة بين التفاؤل والحياة الأطول بعد الإصابة بأزمة قلبية درس الباحثون مئات الأشخاص آقل من 65سنة الذين أصيبوا بأول أزمة قلبية وخضعوا إلى اختبار التكيف مع الحياة قام بقياس المستوى العام لتفاؤلهم وتشاؤمهم وبعد بحث عدة عناصر مثل السن والنوع والتعليم والوظيفة والتدخين والعوامل النفسية مثل الاكتئاب وتشجيع المحيطين بالمريض توصل الباحثون إلى أن الناس الذين كان ترتيبهم في الثلث الأول في نتيجة اختبار التكيف مع الحياة الذي خضعوا له زادت لديهم فرصة الحياة لمدة أطول... بعد الإصابة بأول أزمة قلبية عمن جاءوا في الجزء الأدنى أو في المنتصف... وهذا يوضح وجود صلة بين التفاؤل والصحة الجسدية...! وينتهي معد الدراسة إلى أنه لا يمكن دفع شخص إلى التفاؤل إذ أنها صفة تُورث أو تكتسب من خبرات سابقة ولكن حتى إن لم يكن من الممكن تعليم الناس أن يصبحوا متفائلين إلا أنه يمكن تعليمهم الوسائل التي يستخدمها المتفائلون من أجل التعايش أو التصرف...! وأخيراً تفاءل ليس فقط من أجل الصحة ولكن من أجل السعادة من أجل لحظات سعيدة وإحساس إيجابي... يقول أحدهم "إن لم تطرق الفرصة بابك .. فابني لك باباً... هذه دعوة للتفاؤل... للحياة .. ولكن رغم كل الدراسات والدعوات التي تطالبنا أن نكون إيجابيين ليس هناك أجمل مما علمنا به ديننا "تفاءلوا بالخير تجدوه"... وأعتقد كل من طبق ذلك جاءه الخير وأحاط به....!!