بعد سقوط الدولة العثمانية عام 1924م، نشأت جماعة الإخوان المسلمين عام 1928م، التي أسسها حسن البنا في مصر، وساهمت شخصيات ماسونية وعلمانية في وضع البنود التأسيسية للجماعة، ما يدفع للتأمل في الأصول التاريخية والفكرية لهذه الجماعة. وذكر ذلك علي العشماوي، صاحب كتاب «التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين»، وهو قيادي في الجماعة. فأهداف الجماعة كثيرة، لكن أهمها أمران، هما: السعي للوصول إلى الحكم أولاً، وتوسيع رقعة الجماعة وتكثير عدد أتباعها ثانياً. وتعمل الجماعة مع الأتباع على استخدمهم وسائل لتحقيق الأهداف التي تقوم على الأفراد، منها الخروج على الحكام، ومنافستهم على كراسيهم، والاغتيالات. وجماعة الإخوان المسلمين، هي الجماعة الأم التي خرج من رحمها الخلايا الظلامية التي تعمل في الدهاليز المظلمة بتنظيماتها الإرهابية، من القاعدة وداعش والنصرة (فتح الشام حالياً)، وحزب الإصلاح، ووضعت هذه الجماعة يدها بأيدي الصفوية وعملاء إيران، وموقفهم من الخميني وثورته، وحزب الشيطان اللبناني. كانت بداية نشاط الإخوان في السعودية، في فترة حكم الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله (1964-1975)، لما اشتدت عليهم الأمور وعلقت لهم المشانق في دولهم، فلجأوا حينها إلى السعودية. يقول الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- في حوار نشرته جريدة السياسة الكويتية 23 /11 /2002 م، ونشرته أيضاً جريدة الشرق الأوسط في العدد 8766 بتاريخ 24/ 10/ 1423 ه، عن جماعة الإخوان المسلمين، يقول: « اقولها من دون تردد ان مشكلاتنا وإفرازاتنا كلها - وسمها كما شئت - جاءت من الاخوان المسلمين. واقول بحكم مسؤوليتي ان الإخوان المسلمين لما اشتدت عليهم الامور وعلقت لهم المشانق في دولهم لجأوا الى المملكة، وتحملتهم وصانتهم وحفظت حياتهم بعد الله، وحفظت كرامتهم ومحارمهم، وجعلتهم آمنين وبعد بقائهم لسنوات بين ظهرانينا وجدنا أنهم يطلبون العمل فأوجدنا لهم السبل، ففيهم مدرسون وعمداء فتحنا أمامهم أبواب المدارس وفتحنا لهم الجامعات ولكن للأسف لم ينسوا ارتباطاتهم السابقة، فأخذوا يجندون الناس، وينشئون التيارات، واصبحوا ضد المملكة، والله يقول: (هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ)، هذا ما نعرفه لكن في حالهم الوضع مختلف! على الأقل كان عليهم أن لا يؤذوا المملكة، اذا كانوا يريدون ان يقولوا شيئاً عندهم لا بأس ليقولوه في الخارج وليس في البلد الذي أكرمهم. وفي تصريح آخر للجريدة السياسية الكويتية أكد الأمير نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله - أن تاريخ الإخوان المسلمين يدل على أنّ (قصدهم القفز إلى الحكم، وليس الدعوة إلى شرع الله وخير الإسلام والمسلمين). لقد أدرك الأمير نايف -رحمه الله- بحسه الأمني، وهو يعتلي أعلى منصب أمني في الدولة كوزير للداخلية آنذاك، فلا يتكلم عن عبث، ولكن بناءً على معطيات وأدلة قطعية يملكها، وقد حذر من خطر هذه الجماعة منذ أكثر من عقد من الزمن. واليوم ظهرت آثار فكرهم ونتائج سلوكهم المنحرف في عقول أبنائنا وبناتنا والمجتمع، والوقوف ضد المملكة العربية السعودية مع من يدعم الجماعة الإرهابية، وأزمة حكومة قطر مع السعودية والإمارات والبحرين ومصر، بينت لنا بشكل واضح وجلي، المتعصبين لهذه الجماعة والذين وقفوا ضد وطنهم مع حكومة قطر، لانها تدعم حزبهم ومصالحهم الإرهابية في المنطقة، وهذا واضح وجلي لمن عنده أدنى نظر وبصيرة فيما تقوم به الجماعة الإخوانية الإرهابية منذُ زمن، أما من أعمت قلوبهم الحزبية والمصالح الدنيوية فلا يرون الحقائق ولن يروها.