أكد عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للدعوة والاحتساب بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وعضو لجنة المناصحة الدكتور محمد بن أحمد الفيفي أن وصف بيان وزارة الداخلية الأخير لجماعة الإخوان المسلمين ب (جماعة إرهابية) لم يكن صادراً من فراغ بل كان رصداً وتثبتاً وتوثيقاً موضحاً أن تاريخ الجماعة المظلم يشهد بأن كثيرًا من الجماعات الموجودة اليوم على الساحة خرجت من رحم الإخوان وصفحاتها مليئة بالجرائم والاغتيالات. ووصف الدكتور الفيفي بيان وزارة الداخلية بالمسدد الذي جاء في وقته فنحن أحوج لهذه الشفافية والوضوح في زمن يلعب فيه الإعلام ودعاة الفتن دوراً خطيراً بتزييف الحقائق وتضليل الرأي العام فيُشكل على كثير من الناس ما يراه في كثير من القنوات والفعاليات والمؤلفات من تلميع لهذه الجماعة أو الأخرى ونشر أفكارها حتى أصبحت من كثرتها وشهرتها عند البعض من مسلمات الدين التي لا تقبل النقاش والجدل، وأن مجرد انتقادها أو الاعتراض عليها هو مساس بالدين. د. الفيفي وأضاف أن المتأمل لنشأة أغلب هذه الجماعات يجد أنها إنما جاءت من رحم جماعة الإخوان فهي أصل الشرور والفتن بشقيها الأول (البنائي) وهي طريقة (حسن البنا) وذلك بعدم المواجهة والعمل بمبدأ ومفهوم (الدولة العميقة) حتى تتقوى الجماعة أو الشق الثاني (القطبي) نسبة إلى (سيد قطب) وهو الذي يتبنى المواجهة، فنواة تنظيم (القاعدة) بفروعه كانت بدايتهم من جماعة الإخوان فقد انشقت عنها جماعة التكفير والهجرة بقيادة شكري مصطفى وأيمن الظواهري والذي يعد من أبرز المنتسبين إلى الجماعة وقد اعتقل بعد اغتيال السادات، كما خرج من رحم هذه الجماعة حزب التحرير والذي ينتمي إليه المدعو محمد المسعري الموجود حالياً في بريطانيا. وأشار الفيفي لاتخاذ هذه الجماعات المنشقة مساراتٍ متعددة حتى وصلت إلى بعض البلدان العربية وحطت رحالها في أفغانستان ومناطق الصراع الأخرى لتستفيد من وجود الشباب المسلم هناك وتجنيدهم وتبغيضهم في حكوماتهم كما أشار إلى شيء من هذا العلامة الشيخ محمد العثيمين رحمه الله وهو يصف حال تلك الجماعات التي د.الفيفي: الجماعات الإرهابية غالبيتها خرجت من رحم جماعة الإخوان المسلمين تستغل تلك الظروف العصيبة لتجنيد الشباب عندما قال في الفتاوى25/330 (يشترك في هذه الحروب أُناسٌ جاءوا لينفِّسوا عن أنفسهم؛ لأنَّهم في بلادهم مكبوتون، فيأتون لينفسوا عن أنفسهم، ثم يبثوا السموم في الآخرين ويكرهوا ولاتهم، فيرجع هؤلاء إلى بلادهم وهم قد مقَتُوا البلاد رَعيتَها ورُعاتَها، ويحصل بذلك مفاسد كثيرة، والأمثلة كثيرةٌ لا أحب أن أذكرها لكن تأملوها في عدة بلاد....)أ.ه وقال عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للدعوة والاحتساب بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تميز هذا القرار بشموله لتنظيم القاعدة بفروعه في الجزيرة واليمن والعراق وكذلك بأسمائه (داعش-جبهة النصرة- وحزب الله- والحوثيين) والمشكلة مع وضوح القرار وشموليته لهذه الجماعات إلاّ أن هناك من يحاول توجيهه وقصره على من ورد ذكرهم فيه متناسيا أو متجاهلاً الكلام على الإخوان وهذا إما أنه يجهل حقيقة الجماعة أو أنه يتبنى فكرها ولكنه يجيد التلون في مثل هذه الظروف وحسب ما تمليه المصلحة موضحاً ان الإخوان لا يعرفهم كثير من الناس مع أن وجودهم متغلغل في كثير من المؤسسات والإدارات، وإن كانوا لا يصرحون بانتمائهم بلسان المقال ولكنهم قد أكدوا انتماءهم بلسان الحال وذلك بالدفاع عن الجماعة ورموزها وإعلامها، وترويج كتبها وأفكارها خصوصاً منذ دخولهم للمملكة في مطلع الخمسينيات الميلادية. وأكد الفيفي أن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله أدرك خطورة جماعة الإخوان مبكراً وحذر منها كما جاء في صحيفة السياسة الكويتية 25 نوفمبر 2002م عندما قال "مشكلاتنا كلها جاءت من الإخوان المسلمين لقد تحملنا الكثير منهم ولسنا وحدنا الذين تحملنا منهم الكثير إنهم سبب المشاكل في عالمنا العربي وربما عالمنا الإسلامي حزب الإخوان المسلمين دمر العالم العربي" .. وأضاف رحمه الله "بحكم مسؤوليتي أقول: إن الإخوان لما اشتدت عليهم الأمور وعلقت لهم المشانق في دولهم لجأوا إلى المملكة فتحملتهم وصانتهم وحفظت حياتهم بعد الله وحفظت كرامتهم ومحارمهم وجعلتهم آمنين، وإخواننا في الدول العربية الأخرى قبلوا بهذا الوضع وقالوا إنه يجب ألا يتحركوا من المملكة، لكن بعد بقائهم سنوات بين ظهرانينا وجدنا أنهم يطلبون العمل فأوجدنا لهم السبل ففيهم (مدرسون) و(عمداء) فتحنا أمامهم أبواب (المدارس) و(الجامعات)، لكن للأسف لم ينسوا ارتباطاتهم السابقة فأخذوا (يجندون) الناس (وينشئون التيارات) وأصبحوا ضد المملكة". وبين الفيفي ان العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله في عام 1416ه حذّر من هذه الجماعة كما جاء في الفتاوى8/41عندما قال "حركة الإخوان المسلمين ينتقدها خواص أهل العلم؛ لأنه ليس عندهم نشاط في الدعوة إلى توحيد الله وإنكار الشرك وإنكار البدع، لهم أساليب خاصة ينقصها عدم النشاط في الدعوة إلى الله، وعدم التوجيه إلى العقيدة الصحيحة التي عليها أهل السنة والجماعة"، فكما ترى أن هذه الجماعة ليس عندها نشاط في الدعوة إلى توحيد الله وإنكار الشرك وإنكار البدع، وماذا تنتظر من جماعة لا تعنى بالدعوة إلى التوحيد وإنكار الشرك والبدع. واكد الفيفي أن هناك من يحاول إخفاء هذه الحقائق وعدم إبراز أقوال ولاة الأمر والعلماء في حقيقة هذه الجماعة للناس إما جهلاً منهم بخطورتها وإما أنهم متعاطفون معها ومؤيدون لها ولأجندتها.