نحت قطر منحى مستهجناً متأسية بإيران والهالك معمر القذافي وذلك بالمطالبة بتدويل الحرمين الشريفين، وهي المسألة التي لا تقبل حتى النقاش لأنها بكل تأكيد مطالب ساذجة تفندها الخدمات الجليلة التي تقدمها المملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعباً لحجاج بيت الله الحرام ولزوار المسجد النبوي الشريف والمدينة المنورة. وكانت وسائل الإعلام القطرية بدأت مؤخراً بشن حملة على المملكة، لا تتناول الخلافات السياسية أو المواقف الاقتصادية أو الرياضية، بل تعمقت لتصل إلى الادعاء بقيام السلطات السعودية بمنع القطريين من أداء فريضة الحج هذا العام. وقال الأستاذ أحمد صالح حلبي الصحفي المتخصص في أنظمة الحج وخدمات الحجاج، أن المملكة العربية السعودية ومنذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -يرحمه الله- لم تقف يوماً أمام من خرج ملبياً "لبيك اللهم لبيك"، والأمثلة على ذلك عديدة وإن توقفنا أمام ما حدث من بعض الحجاج الإيرانيين خلال السنوات القلائل الماضية، فإننا نجد أن المملكة رغم كل ما قاموا به من أعمال تتنافى وأهداف الحج السامية، لم تسعَ لمنع فرد منهم عن أداء الفريضة، ولعلنا نذكر ما حدث في عام 1986، عندما سعى الحجاج الإيرانيون لتشكيل تجمعات، تحولت إلى مسيرة صاخبة استهدفت إشاعة الفوضى والاضطراب بين حجاج بيت الله، وقامت المسيرة بإغلاق منافذ الطرقات وعرقلة حركة المرور، وكان الهدف إظهار المملكة بالضعف وعدم القدرة على خدمة الحجاج، خاصة وأن هذه الأعمال تمت قبل أيام قلائل من الوقوف بعرفات. ويواصل الحلبي قائلاً: "يصعب أن نروي كامل الأحداث لكني أتوقف أمام الأبرز، ولعل الأبرز أيضاً ما حدث عام 1986 أيضاً حيث كشفت الأجهزة المختصة السعودية، أكثر من 95 حقيبة تحمل جميعها مخازن سفلية تحتوي على مواد متفجرة من نوع C4 ومادة RDX شديدة الانفجار تقدر بنحو 51 كغم". وفي عام 1989 جندت القيادة الإيرانية خلية تعرف ب"حزب الله الكويت" الشيعية للقيام بأعمال تفجيرات عبر عدة طرق مؤدية إلى الحرم، وقد تمكنت الأجهزة الأمنية في المملكة من إسقاطهم ومحاكمتهم بعد اعترافاتهم بضلوع إيران في ذلك، بينما كانت أكبر حوادث الحج المفتعلة في عام 1990 حين ذهب أكثر من 1400 حاج ضحية اختناق بمادة سامة في نفق المعيصم. ويؤكد الصحفي المتخصص في قضايا الحج وخدمات الحجاج أن السلطات السعودية لم يحدث وأن منعت حاجاً عن أداء الفريضة، وفي موسم حج العام الماضي، وحينما رفض ممثلو شؤون الحجاج الإيرانيين التوقيع على اتفاقية الحج، مدعين أن السلطات السعودية قد منعت الإيرانيين من الحج، لم نرَ مؤسسة مطوفي حجاج إيران مغلقة، أو أنها لم تسعَ لوضع خططها وبرامجها، فقد فتحت المؤسسة أبوابها واستقبلت الايرانيين القادمين من دول أوروبا وأميركا وغيرها، والذين تمكنوا من اداء فريضتهم بيسر وسهولة وهذا يعني استعداد المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً على استقبال جميع المسلمين وتمكينهم من أداء فريضتهم، مع ضرورة التزامهم بنسك الحج وشروطه. المملكة في خدمة ضيوف الرحمن وحول بيان وزارة الحج والعمرة فيما يتعلق بحجاج قطر، أوضح الحلبي أنه قبل أن تتطرق أبواق الإعلام القطري ومن معهم من مرتزقة ويسعون لفتح أبواب ادعاءاتهم، بمنع السلطات السعودية للقطريين من أداء فريضة الحج، سارعت وزارة الحج والعمرة لإيضاح الحقائق، وتأكيد الوقائع عبر بيان توضيحي تضمن في أوله أعداد المعتمرين خلال العام الحالي والذين بلغ عددهم "أكثر من ستة ملايين و750 ألف تأشيرة، حيث فاقت أعدادهم السنوات الماضية"، لتوضح أن خدمة ضيوف الرحمن واستقبالهم شرف عظيم، وأن دولة بحجم المملكة العربية السعودية ومكانتها لا يمكن أن تسعى لمنع الحجاج القطرين، وأن مثل هذا الادعاء يذكرنا بما سبق وأن تناولته قبل عام مضى وسائل الإعلام الايرانية حينما اتهمت مؤسسة الحج الإيرانية المملكة العربية السعودية "بوضع العراقيل ومنع الإيرانيين من أداء فريضة الحج!". وبين الحلبي أن اعتقاد السلطات القطرية أنها قد وجدت في قضية الحجاج القطريين فرصة للإساءة للمملكة عربياً وإسلامياً، فإن وزارة الحج والعمرة كجهة حكومية مسؤولة عن خدمات الحجيج وتسهيل اجراءاتهم قد ألجمت كل قول، بعد أن حددت المسارات وأوضحت الإجراءات لتكون شواهد قائمة على أخطاء واضحة سترتكبها الحكومة القطرية إن هي ادعت منع المملكة للحجاج القطريين. واليوم أمام العالم الإسلامي حقائق أكدها بيان وزارة الحج والعمرة، كما أوضحها بيان الهيئة العامة للطيران المدني بالمملكة، والذي أكد حرص حكومة المملكة على الاستمرار في تمكين الراغبين في أداء مناسك العمرة من الإخوة الأشقاء القطريين. أحمد حلبي