تمر الكرة السعودية بمرحلة جديدة وقد تكون خطيرة إذا لم يتنبه اتحاد الكرة والأندية لأبعاد هذه التغيرات، الأمر هنا يتمثل في زيادة عدد الأجانب إلى ستة مع إضافة ثلاثة مواليد، وهذا يعني أن فرصة اللاعب السعودي المؤهل لتمثيل المنتخبات قد أصبحت أقل، وهنا لا أستطيع أن أجزم إذا ما كان هذا التغيير إيجابياً أم سلبياً. أقول لا نستطيع أن نقيم التجربة إلا أن نقدم المعطيات ونترك تحليلها ونتائجها للزمن، فالمعطيات تقول إن فرصة اللاعب السعودي في المشاركة ستصبح أقل، كما تقول أيضاً أن الاهتمام بالفئات السنية ومنح فرص المشاركة للواعدين ليست في المستوى المطلوب، كما تشير المعطيات أيضاً إلى أن هذا التنافس قد يعطي دافعاً للاعب السعودي ليكون جدياً أكثر ويسعى لتطوير مستواه إذا ما أدرك أن البدائل متوفرة وموجودة. دعوني أضرب لكم مثالين حيين وشاخصين هما النصر والهلال، في البطولة العربية ذهب «الأزرق» بالفريق الثاني وأغلبه من الأولمبيين، وقدم اللاعبون الشبان أنفسهم بشكل رائع، لديهم الحماس الكبير ويريدون أن يتمسكوا بالفرصة التي أتتهم، أما الأصفر فقد فعل العكس حيث دخل المنافسة بكامل نجومه وظهر بمستوى لا يليق، حتى آخر مباراة أمام الزمالك حينما منح الفرصة للصاعدين متعب المطلق وسامي النجعي فتحسن أداء المجموعة وقدم الشابان نفسيهما بشكل رائع. من يعتقد أنه سيحقق الإنجازات باللاعبين الأجانب وحدهم فهو واهم، فاللاعب الأجنبي إذا ما تميز يصبح كل تفكيره كيف يغادر البلاد بعرض أفضل، لذا لا يمكن الاعتماد عليه على المدى الطويل، كما أن هناك لاعبين أجانب كثر لا يستطيعون الاستمرار لأسباب عائلية أو اجتماعية، وآخرون يفشلون في تقديم أنفسهم بالشكل المناسب لدواعي التأقلم. اللاعب السعودي تعد نسبة المخاطرة في التعاقد معه منخفضة جداً مقارنة بالأجنبي، فإضافة إلى المعرفة التامة بمستواه الفني، وتتبع الجوانب الشخصية لديه، فإن اللاعب يتخطى عوائق التأقلم وهذا جانب مهم للغاية، كما أن خانته لا تتأثر بزيادة عدد مقاعد اللاعبين الأجانب من عدمه، والأهم من هذا كله هو أن اللاعب حينما يخدم المنتخبات الوطنية فإنه يعطي قيمة أكبر للنادي من النواحي التجارية والتاريخية والجماهيرية. كنت أتمنى أنه تم تحديد فترة زمنية للتجربة مدتها أربع سنوات لتخضع للتقييم من خبراء، وبناء على مرئياتهم يتم تمديدها أو إلغاؤها، فالتجربة لونها إما أبيض أو أسود، إما أنها ستقتل مواهب سعودية في المهد أو أنها ستحفزهم على التطوير لكثرة المنافسين على الخانة والنجومية، كا أسلفت لا نستطيع أن نجزم لكننا سننتظر!