أدى عشرات الآلاف من الفلسطينيين من أهالي القدسالمحتلة والداخل الفلسطيني، صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، وفي الشوارع والطرقات أمام أبواب الأقصى، وعلى بوابات القدس القديمة، والساحات والميادين، والأحياء المتاخمة لسور القدس: وادي الجوز، المُصرارة، راس العامود. وكان الاحتلال حوّل القدس إلى ثكنة عسكرية، وفرض قيوداً مشددة على دخول المواطنين للمسجد الاقصى، ومنع من تقل أعمارهم عن الخمسين عاماً من دخول القدس القديمة والصلاة بالمسجد الاقصى، في الوقت الذي دفع فيه بالمزيد من عناصر وحداته المختارة والخاصة و"حرس الحدود"، وأغلق القدس القديمة، وغلافها الذي يمتد من راس العامود وحي وادي الجوز والصوانة والشيخ جراح، فضلاً عن إغلاق المنطقة الممتدة من منطقة باب العامود (أحد أشهر أبواب القدس القديمة) مروراً بشارع السلطان سليمان وباب الساهرة وشارع صلاح الدين وصولاً الى باب الاسباط وحي وادي الجوز. والقى المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين خطبة الجمعة في الأقصى، وركز فيها على المسجد الأقصى المبارك، في حين أدى عشرات الآلاف من المصلين الجمعة في حي وادي الجوز وصولاً إلى حي الصوانة، وشارع صلاح الدين، وباب الأسباط وصولاً الى الجثمانية، وباب الساهرة وباب العامود وحي المُصرارة التجاري. واستشهد أمس شاب فلسطيني من بلدة حزما شرق القدسالمحتلة، متأثراً بجروح أصيب بها قبل ثلاثة أيام في مواجهات مع قوات الاحتلال. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد الشاب محمد فتحي عبدالجابر كنعان (26 سنة). وأصيب 187 فلسطينياً منذ الخميس في مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال داخل المسجد الأقصى، ومحيط البلدة القديمة من مدينة القدسالمحتلة. وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أمس، إن طواقمها عالجت 187 جريحاً، ما بين اعتداء بالضرب أدت إلى كسور، وإصابات بالرصاص المطاطي وإصابات بغاز الفلفل وبقنابل الصوت. واعتقلت قوات الاحتلال نحو 120 مصلياً معتكفاً في الأقصى، وأصابت عشرات المصلين، بينهم 15 إصابة بأعيرة مطاطية في الرأس، و6 مسعفين، خلال اقتحامها الواسع للمسجد من باب المغاربة منتصف الليلة قبل الماضية. كما استشهد شاب جراء إطلاق النار عليه من قبل قوات الاحتلال على حاجز "عصيون" الاستيطاني جنوب بيت لحم. وذكرت مصادر طبية فلسطينية وشهود عيان أنه بعد إطلاق النار عليه وقتله، وضعوا جثمان الشهيد في كيس أسود، ثم نقلوه إلى جهة مجهولة. وبرر الاحتلال جريمته بادعائه بأنه "تم تحييد" هذا الشاب بإطلاق النار عليه بعد محاولته تنفيذ عملية طعن في المنطقة. بدوره، أكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، أنه سيتم نقل القرارات التي صدرت عن الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب الذي عقد أمس الأول بالقاهرة بشأن الاعتداءات على المسجد الأقصى للأمم المتحدة. وأعرب عن ثقته من أن وزراء الخارجية سوف يجرون اتصالات مع الجانب الأميركي والأمم المتحدة لدفعهم وتحمل مسؤولياتهم تجاه القرارات الصادرة. إلى ذلك، فتحت زوارق الاحتلال أمس نيران أسلحتها الرشاشة صوب قوارب الصيد في بحر شمال قطاع غزة، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.