بموازاة كبار السينما الإيطالية منذ عصر الواقعية، روسيليني ودي سيكا وفيلليني، وانتهاء بجوسيبي تورانتوري وغابرييل سلفاتوري، ثمة مخرجون إيطاليون لا يمتلكون الوهج الإعلامي لكنهم لا يقلون قيمة عن أولئك الكبار، مثل إرمانو أولمي وبييترو جيرمي، والمخرج الشاب إيمانويل كرياليزي الذي تألق في السنوات الأخيرة بأفلامه الإنسانية التي تصور حياة الكادحين في الجزر الإيطالية. تدور أحداث فيلم "نَفَس-Respiro" الذي أخرجه كرياليزي عام 2002، في جزيرة لامبيدوزا جنوبي صقلية حيث الصيادون وعائلاتهم مرتبطون ارتباطاً وثيقاً بالبحر المتوسط، ويعيشون حياة تقليدية تغلب عليها العادات الصارمة للجنوب الإيطالي، وفي ثنايا هذا الواقع الريفي البسيط في ظاهره، العنيف في باطنه، تعيش السيدة غرازيا مع زوجها الصياد وأبنائها الثلاثة، حياةً معقدة ومرتبكة، تتصارع في داخلها مشاعر متضاربة، عبّر عنها المخرج بأسلوب جميل لم يخل من الرمزية التي ترسم بدقة شعور الاختناق الذي تُحسّه البطلة. عُرض الفيلم في مهرجان كان السينمائي عام 2002 وحصد جائزتي النقاد، وهو واحد من أربعة أفلام طويلة صنعها المخرج كرياليزي منذ العام 1997، تدور كلها في الأجواء الصقلية، كان آخرها فيلم Terraferma الذي روى فيه أزمة المهاجرين الذين يحطون في الجزر الإيطالية، وقد عرض عام 2011 وفاز بثلاث جوائز من مهرجان البندقية السينمائي. إيمانويل كرياليزي