تحت إدارة جديدة، تنطلق في الحادي عشر من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري فاعليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته ال 37 التي تستمر حتى العشرين من الشهر ذاته. اختارت إدارة المهرجان برئاسة الدكتورة ماجدة واصف الفيلم الأميركي Ricki and The Flash («ريكي وفرقة فلاش») للعرض في حفل الافتتاح. وهو من إخراج جوناثان ديمي وبطولة ميريل ستريب، وكفين كلاين وماغي غامر، وفيه تجسد ستريب شخصية ريكي المرأة التي هجرت زوجها وأولادها الثلاثة لتحقق نفسها كمطربة روك، إلا أنها لا تنجح سوى في الغناء ببعض المقاهي الصغيرة في الليل، لتعمل في سوبر ماركت في النهار، حتى تتلقى ذات يوم اتصالاً من طليقها الذي تزوج بعد رحيلها، يبلغها فيه أن ابنتها تمر بحالة نفسية سيئة بعد طلاقها من زوجها. سينما الشمس المشرقة ويحتفي المهرجان القاهري هذه المرة بالسينما اليابانية، التي اختارتها إدارة المهرجان أن تكون ضيف الشرف لهذا العام، على أن تنظم احتفالية خاصة بالسينما اليابانية. وفي هذا الإطار، سيتم عرض نحو 15 فيلماً يابانياً من العشرين عاماً الأخيرة تمثل جميع اتجاهاتها، ومنها أفلام التحريك اليابانية الشهيرة «نوسيكا أميرة وادي الرياح» و «جار توتورو» و «خدمة كيكي للتوصيل»، و «الخنزير القرمزي» وغيرها من الأعمال. يتنافس على جوائز المسابقة الرسمية للمهرجان هذه الدورة 14 فيلماً، أبرزها فيلم «1944» من إستونيا للمخرج المو نوجانين، وتدور أحداثه خلال العام الأخير من الحرب العالمية الثانية فوق الأراضي الاستونية على الحدود بين أوروبا وروسيا.ومن الدنمارك يشارك فيلم «بين ذراعيك» للمخرج سامانو اشيشي سالستروم، ويحكي قصة الشابة ماريا التي تعمل ممرضة لكنها ترغب في تغيير حياتها. ومن فرنسا، يشارك فيلم «أنا جندية» للمخرج لوران لاريفير، وتدور الأحداث حول الفتاة ساندرين التي تبلغ من العمر ثلاثين سنة وتضطر للعودة إلى مسقط رأسها في مدينة «روبية» في شمال فرنسا للعيش مع والدتها. أما فيلم «مدام كوراج» للمخرج مرزاق علواش، فيمثل الجزائر في المسابقة الرسمية، وتدور أحداثه حول الفتى عمر وهو غير متزن ووحيد في سن المراهقة، ويعيش في إحدى عشوائيات ضاحية مستغانم في العاصمة الجزائر. ويدمن عمر تناول العقاقير العقلية وتحديداً نوعاً من الأقراص يطلق عليه اسم «مدام كوراج»، أي «السيدة شجاعة». ومن كوريا الجنوبية يشارك فيلم «مادونا» للمخرج شين سو وون، وتدور أحداثه حول امرأة تدعى ريم في الخامسة والثلاثين تجد عملاً في مستشفى لرعاية رجل مشلول في جناح «المهمين جداً». ويقوم والد المريض بأخذ مخ امرأة مجهولة تحتضر كتبرع لولده ويطلب من «ريم» أن تبحث عن خلفية هذه المرأة لتكتشف «ريم» أن المرأة كانت عاهرة تشتهر باسم «مادونا» مرت بالعديد من التجارب المأسوية. وكذلك فيلم «البحر الأبيض المتوسط» للمخرج جوناس كاربينيانو. تدور الأحداث حول صديقين مقربين يمران برحلة عبر الصحراء والبحر من بوركينا فاسو إلى جنوبإيطاليا بحثاً عن حياة أفضل، مادياً وإنسانياً. عند وصولهما مدينة روزارنو، يكتشفان أن اللقطات التي شاهداها عبر الفايسبوك عن تفاصيل حياة المهاجرين في الخارج، لا تشبه بالمرة التحديات الصعبة التي يواجهانها في حياتهما الجديدة. وهناك أيضاً فيلم «مينا تسير» للمخرج يوسف باراكي، تدور أحداثه حول الفتاة مينا في الثانية عشرة من عمرها، تعمل بائعة في شوارع كابول التي تمزقها الحرب من أجل أن تطعم والدها العاطل من العمل وجدها العجوز، دون أن يكترث أحد بأمرها وتمضي هي في طريقها دون النظر وراءها. أما الفيلم البوسني «حياتنا اليومية» للمخرج أنيس تانوفيتش، فقصته تحكي عن شاب عائد من الحرب يحاول التأقلم مع الوضع السياسي المتأزم والحالة الاقتصادية الصعبة في البوسنة ما بعد الحرب، بينما يرفض والده أن يتخلى عن إيمانه الاشتراكي في مجتمع غارق في الفساد. وبين الرجلين، تتمزق الأم لتقع فريسة المرض، ما يؤدي إلى إعادة ترابط العائلة مرة أخرى. فاتن لتكريم الكبار خلال أيام الدورة الجديدة للمهرجان، سيمنح كل من الفنان حسين فهمي والنجمة الإيطالية كلوديا كاردينال جائزة تحمل اسم فاتن حمامة التقديرية لمشوارهما الفني الطويل، وسيقوم الفنان آدم حنين بنحت تماثيل للمكرمين، وهي الجائزة التي جاءت بمبادرة من عائلة فاتن حمامة. كما سيتم منح نيللي كريم والمخرجة الهندية فرح خان جائزة فاتن حمامة للتميز. كما سيكرم المهرجان النجوم الراحلين فاتن حمامة وعمر الشريف ونور الشريف، إلى جانب تقديم كتب عنهم بالعربية وبالإنكليزية. وتأتي لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة متمثلة في المخرج الجورجي جورج أوفاشفيلي الحائز على الجائزة الكبرى في مهرجان كارلو في فاري عام 2014، والمنتج البريطاني بول وبستر صاحب «أنا كارنينا» إضافة إلى المنتجة الفرنسية آن دومينيك توسان، التي أنتجت أكثر من عشرين فيلماً، والمخرجة المغربية ليلى المراكشي صاحبة فيلم «روك القصبة» آخر أفلام عمر الشريف، والمخرجة والممثلة ومصممة الاستعراضات الهندية فرح خان التي صممت استعراضات أكثر من سبعين فيلماً هندياً، وشاركت في بطولة 12 فيلماً، ويمثل مصر في لجنة التحكيم: المخرج مروان حامد والفنانة داليا البحيرى. مهرجان المهرجانات ويعرض المهرجان أيضاً 45 فيلماً، على هامش المسابقة الرسمية تحت اسم مهرجان المهرجانات، من بينها أفلام حصدت جوائز رفيعة في مهرجانات عالمية كبرى، مثل: الفرنسي «ديبان» الذي نال السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي الدولي هذا العام، والروماني «عفارم» الذي حصد مخرجه رادو جود جائزة الإخراج في مهرجان برلين 2015 والإيطالي «قلوب جائعة» الذي حصد بطلاه آدم درايفر وألبا روهرواشر جائزتي أحسن ممثل وأحسن ممثلة في مهرجان فينيسيا عام 2014، والفيلم التشيكي «رعاية منزلية»، الذي مُنحت بطلته إلينا ميهولوفا جائزة أحسن ممثلة في مهرجان كارلو في فاري الدولي في تموز (يوليو) الماضي، وهو المهرجان الذي شهد أيضاً فوز فيزار مورينا بجائزة أحسن إخراج عن فيلمه «باباي»، كما تضم القائمة الفيلم الدنماركي «بريدجند»، الذي فازت بطلته هانا موارى بجائزة أحسن ممثلة في مهرجان ترايبيكا الأميركي في أيار (مايو) الماضي، والفيلم الإيطالي «المراعي الخضراء» للمخرج الكبير أرمانو أولمي الذي اختاره أعضاء نقابة الصحافيين السينمائيين كأحسن إنتاج إيطالي لعام 2014. كما يُعرض في المهرجان الفيلم الأرجنتيني «النار» الذي مُنحت بطلته بيلار جامبوا جائزة أحسن ممثلة في مهرجان «مالاجا» الإسباني، والفيلم الباكستاني «دوختار» الذي فاز بجائزة الجمهور في مهرجان «كريتي» الفرنسي. هذا إضافة إلى الأفلام التي رُشح بعضها لتمثيل دولها في مسابقة أوسكار أحسن فيلم أجنبي في سباق أوسكار 2016، وفاز مهرجان القاهرة السينمائي بعرضها في دورته الجديدة مثل «أوديسا عراقية» للعراقي «سمير» المقيم في سويسرا منذ سنوات عدة، ورشحته سويسرا لتمثيلها في مسابقة أوسكار أحسن فيلم أجنبي وفيلم «متاهة الأكاذيب» الذي يمثل ألمانيا في المسابقة، والفيلم البوسني «حياتنا اليومية»، والفيلم الفنلندي «المبارز»، فضلاً عن تظاهرة «نظرة على سينما التحريك اليابانية: ستوديو جيبلي»، التي تُعرض من خلالها سبعة من أهم أفلام هذا الاستوديو الشهير؛ كما سيعرض أيضاً الفيلمان الروائيان الطويلان «أختنا الصغيرة» للمخرج هيروكازو كوريدا و «رحلة إلى الشاطئ» للمخرج كيوشي كوروساوا، اللذان عُرضا للمرة الأولى عالمياً في مهرجان «كان» في شهر أيار الماضي. ولا بد أن نذكر هنا أن لجنة مشاهدة المهرجان التي تضم النقاد عصام زكريا وخالد محمود وماجدة موريس وصفاء الليثي، وماجدة خير الله ومجدي الطيب، شاهدت 400 فيلم. وسيضم ركن العروض الخاصة عرضاً مميزاً لفيلم «هدية من الماضي» للمخرجة كوثر يونس. أما ميزانية المهرجان هذا العام فتبلغ 9 ملايين جنيه قدمت منها وزارة الثقافة 6 ملايين جنيه ووزارة السياحة 2 مليون جنيه، ووزارة الشباب والرياضة مليون جنيه. في المقابل، نذكر أن ملتقى مهرجان القاهرة للمشاريع السينمائية الذي يقام ضمن إطار المهرجان، يضم 45 مشروعاً تقريباً نصفها وأكثر من المشاريع المصرية. حيث أعلنت لجنة الملتقى أنها اختارت 12 فيلماً من أصل ال 45 منها 9 مشاريع روائية، و3 أفلام تسجيلية من الدول العربية مصر وفلسطين ولبنان والمغرب وسورية. الملتقى يقدم جوائز نقدية ويفتح الفرصة للتواصل وإنتاج المشاريع في بلدان مختلفة. من جهة أخرى، تشارك في برنامج آفاق للسينما العربية هذا العام 7 أفلام هي «أنا نجوم بنت العاشرة ومطلقة» للمخرجة اليمنية خديجة السلمي، والفيلم البحريني «شجرة النائمة» للمخرج محمد راشد بوعلي، والفيلم العراقي «خارج داخل بغداد» للمخرج قاسم حول والفيلم المصري «في يوم» للمخرج كريم شعبان، والفيلم الفلسطيني «حب وسرقة وأشياء أخرى» والفيلم السوري «في انتظار الخريف» والفيلم المغربي «إطار الليل». وعلى هامش النشاط الثقافي للمهرجان، سيتم إصدار كتاب لمحمد عاطف بعنوان «آليات إنتاج السينما المستقلة في العالم العربي»، وتعقد ندوة حول السينما الفلسطينية يحضرها المخرج رشيد مشهراوي والفنانة الفلسطينية عرين العمري. وسيتم تنظيم ورشة عمل سينمائية ل10 من المصريين، و5 من العرب، في الفترة من يوم 14 إلى 20 تشرين الثاني 2015. الورشة تهدف إلى تمكين الشباب من أدوات التعبير بثقافة الصورة من خلال التعريف بعناصر صناعة فيلم سينمائي، وهي السيناريو والإخراج والتصوير والمونتاج والصوت، بحيث يتمكن المشاركون من إنجاز فيلم قصير في نهاية الورشة. الحضور المصري ومن ناحية محلية، استطاع مهرجان القاهرة السينمائي في دورته ال37، فك عقدة تمثيل السينما المصرية فيه، حيث استقر هذا العام على 5 أفلام تعرض في المهرجان للمرة الأولى في مسابقاته المختلفة، فيلمان منها يشاركان في المسابقة الرسمية هما «الليلة الكبيرة» تأليف أحمد عبدالله، وإخراج سامح عبدالعزيز، ويتناول الموالد الشعبية، وما يدور بداخلها من خلال مجموعة من القصص التي تحدث مع أبطال الفيلم في يوم واحد. و «من ضهر راجل»، من تأليف محمد أمين راضي وإخراج كريم السبكي، الذي تدور أحداثه حول شاب يعشق الملاكمة، ويحلم بأن يكون ملاكماً شهيراً، يقع في حب فتاة تعيش مع أسرتها في حارة شعبية وتعاني من سيطرة شقيقها البلطجي. وفي مسابقة آفاق عربية التي تنظمها نقابة السينمائيين، يمثل مصر فيلم «في يوم» إخراج كريم شعبان، في أولى تجاربه السينمائية الروائية. وفي مسابقة أسبوع النقاد الدولي التي تنظمها جمعية نقاد السينما المصريين، يمثل مصر الفيلم التسجيلي «توك توك» من إخراج روماني سعد. وفي مسابقة سينما الغد التي ينظمها المعهد العالي للسينما، يمثل مصر فيلم «الزيارة» لمحمد كريم. وتدعم إدارة المهرجان إقامة ندوة خاصة بأفلام التحريك يديرها الناقد أحمد شوقي، وأخرى حول الدولة وصناعة السينما يديرها المخرج شريف مندور، وهناك ندوة عن ترميم الأفلام وسياسة الحفاظ على التراث السينمائي تديرها الدكتورة مروة الصحن، وأخرى عن سينما صلاح أبوسيف وكامل التلمساني ينظمها «برنامج أسبوع النقاد» بالتعاون مع «الجامعة الأميركية» في القاهرة.