فيب هو اختصار أميركي لكلمة نائب الرئيس وهو مسلسل أميركي كوميدي يصور بشكل ساخر حياة امرأة أصبحت نائب رئيس. تعمدت أن أستخدم كلمة نائبة بدلا من نائب بالرغم من أنها ليست صحيحة لغويا حيث لا يصح تأنيث المهن. لكن حين تشاهد المسلسل تدرك أن هذا أقل وصف يمكن أن يطلق عليها. صانع المسلسل هو المنتج والكاتب البريطاني أرماندو إيانوتشي. والبطولة للممثلة العبقرية في كوميديتها جوليا لويس درايفوس والتي اشتهرت سابقا ببطولتها للمسلسل الكوميدي ساينفيلد. حصلت جوليا على عدة جوائز على أدائها لهذا الدور. بدأ عرض المسلسل العام 2012 ولايزال مستمرا حتى هذه السنة. ما يلفتني في الكوميديا الأميركية الجيدة هو حدة الحوار ودقته وكم تشعر أنه مصقول ويقدم للمشاهد بدون أي ترهل أو تكرار أو ابتذال. مع أن الشخصية نفسها مبتذلة، وتصرفاتها تصرفات مبتذلة، لكن الكتابة فيها من التعقيد والفنية ما يجعلك تتابع وأنت مذهول. كيف يمكن لكاتب السيناريو أن يصل إلى هذا المستوى. كيف يمكن أن يصل كاتب ومخرج عمل كوميدي إلى هذا المستوى. جميع الشخصيات في المسلسل ومعظمهم من الفريق الذي يعمل لدى هذه السيدة سيلينا ماير نائب الرئيس والتي تتولى في أحد المواسم منصب الرئيس مكتوب بشكل خرافي، كلهم مجموعة الخرقى والمغرورين والوصوليين وصفات كثيرة سيئة لا أعرف كيف أصفها تحديدا، لأنك يجب أن تشاهد المسلسل حتى تعرف إلى أي مدى قام الكاتب بعمل عبقري ومتكامل في صياغة هذه الشخصيات. مسلسل يصور البيت الأبيض بشكل شديد السخرية، قائم على مجموعة عاملين غير مؤهلين وغير أخلاقيين. الهم الأول لهم هو الوصول والبقاء بدون أي هدف واضح أو أجندة حقيقية، لا تهم كيفية الوصول والوسائل التي تستخدم لذلك. الغاية الرئيسية عند سيلينا ماير هي الوصول والمحافظة على شكلها الخارجي سواء الجسماني أو المكتب الذي تجلس خلفه، لأنها لا تملك أكثر من ذلك، فهي شديدة السطحية وخاوية تماما من الداخل. هذا ما أدهشني في المسلسل، لأن جميع الشخصيات الأخرى تقريبا، ليست أفضل من هذه الشخصية، بالرغم من ذلك، تجلس وتشاهد وتضحك طوال الحلقة من تصرفات شديدة الأنانية، شديدة الغباء، ولا يمكنك أن تتعاطف معها أبدا، وبالرغم من ذلك، لا تمل المشاهدة أبدا. يبدو أن ما يحدث من طرائف وعجائب من المرشحين للرئاسة كانت هي المحفز لصناعة هذا المسلسل. الذي يعتمد بالتأكيد على سقف عال جدا من تقبل السلطة لهذا الحد من السخرية، حتى لو لم تكن قائمة على شخصيات حقيقية، لكنها في النهاية تسخر من الوضع برمته بشكل مبالغ فيه، إلى حد كاريكاتوري. بالنسبة لذوقي الشخصي، هذا هو المسلسل الكوميدي كما يجب أن يكون.