في الوقت الذي استمرت فيه ريادة المملكة كقبلة للقرار السياسي عربيًا وإسلاميًا وعالميًا، واكبت وزارة الخارجية ذلك عبر منصاتها المختلفة ولا سيما شبكات التواصل الاجتماعي التي تمثل في وقتنا الحاضر محور اهتمام عالمي، لما تحظى به من شعبية وانتشار لدى الجماهير، حيث لوحظ عبر حسابات الوزارة في مواقع التواصل الاجتماعي، تفاعلاً أكبر مع الأحداث، وصناعة للمحتوى الذي يعكس الصورة الصحيحة عن المملكة وسياساتها وثقافتها، مستخدمة في ذلك أحدث الأدوات للتأثير الإيجابي. الأول عربيًا حساب وزارة الخارجية على منصة تويتر استطاع خلال فترة وجيزة أن يتصدر قائمة حسابات وزارات الخارجية العربية من حيث قوة التأثير والتفاعل وأعداد المتابعين، كما احتل مرتبة متقدمة بين حسابات وزارات الخارجية عالميًا، متبعًا أسلوبًا يلخص مفهوم الدبلوماسية الرقمية، عبر بثه رسائل مواكبة لما يصدر عن الوزارة والمملكة من بيانات، إضافة إلى مواد تعكس صورة المجتمع السعودي الحقيقية، ومحاربة الدولة للإرهاب والتطرف، وتمكن الحساب وخصوصًا خلال الأشهر السبعة الماضية إحداث نقلة في المحتوى المقدم بشكل لافت. مواكب للأحداث وكان لحساب الوزارة حضور في الأحداث السياسية الكبيرة التي جرت مؤخرًا ومن بينها الجولات الملكية، وقمم الرياض الثلاث، إضافة إلى الأزمة مع قطر، حيث نشر الحساب تفاصيل جولات خادم الحرمين الشريفين وكان آخرها الجولة الآسيوية، وخاطبت الوزارة عبر حسابها الدول التي شملتها الجولة الملكية بلغاتها المتعددة، وبثت رسائل تبين عمق وأهمية العلاقات بينها وبين المملكة. وفي شهر مايو الماضي، كانت المملكة محط أنظار العالم باستضافتها لأكثر من 50 دولة عربية وإسلامية بمشاركة الولاياتالمتحدة الأميركية، وكان لحساب وزارة الخارجية حضور لافت عبر "مركز الاتصال والإعلام الجديد" والذي ظهر كمنطلق لنشاط الوزارة عبر مواقع التواصل الاجتماعي في تغطيتها لهذه المناسبة عبر تصاميم "الانفوجرافيك" و"الموشن جرافيك" التي فصلت أبرز محطات هذه القمم باللغتين العربية والإنجليزية. أما في الأزمة مع قطر فقد اتبع الحساب أسلوبًا يعتمد على توضيح وتفصيل ما ورد من بيانات تتعلق بالأزمة وأسبابها، وتبيان دور الحكومة القطرية في دعم الإرهاب والتطرف، كما وجه رسائل للشعب القطري تبين أنه غير مستهدف بإجراءات المقاطعة، وكذلك رسائل ترد على جميع الافتراءات والتهم التي وجهت للمملكة خلال هذه الأزمة. التفوق بلغة الأرقام وباستخدام أحد برامج تحليل الحسابات تتبين لنا معلومات أساسية بالأرقام، توضح: أن متابعي حساب وزارة الخارجية السعودية في تويتر بلغ ما يقارب 1.3 مليون متابع، وأن الحساب نشر منذ تأسيسه في العام 2010 ما يقارب ال سبعة آلاف تغريدة ب 18 لغة مختلفة، متضمنة أكثر من 2000 تغريدة عبارة عن صور ومقاطع فيديو من بينها أكثر من 300 انفوجرافيك و70 فيديو وموشن جرافيك من إنتاج المركز المتخصص التابع للوزارة، إضافة إلى أربعة أفلام قصيرة بأسلوب وثائقي ومترجمة بلغات متعددة، منها فيلم بعنوان "سعوديون" والذي تحدث فيه سعوديون من مختلف الأعمار عن المملكة ورؤيتها للمستقبل في 2030، ولاقت هذه الأفلام رواجاً كبيراً وتداولها المستخدمون المتصلون بوسائل التواصل الاجتماعي في المملكة وخارجها. أنت الأهم وفي خطوة تمثل الدور التكاملي لأعمال الوزارة تبنى الحساب حملة في تويتر عبر هاشتاق #أنت_الأهم وتعنى بنشر وتوضيح تنبيهات السفر والبيانات الصادر عن السفارات السعودية في الخارج والموجهة للمواطنين، وذلك عبر تصاميم مبسطة وسهلة التداول مصحوبة بأرقام التواصل مع السفارات عند الحاجة وإرشادات عامة للسعوديين في الخارج. السياسة والإعلام يعتبر النشاط الإلكتروني الملفت لوزارة الخارجية مكملاً للعمل السياسي الذي ينفذه وزير الخارجية بتوجيهات مباشرة ومتابعة مستمرة من سمو ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ورئيس مجلس الشؤون السياسية والأمنية لتحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في أن تكون السياسة السعودية نشطة ومؤثرة، وتبين للمتابعين تفاعل حسابات التواصل الاجتماعي للسفارات وحساب الوزارة الرسمي مع المبادرات السعودية باختلافها، والعمل على تأكيد مفهوم الدبلوماسية الشعبية لمواجهة التحديات المتزايدة، في ظل الهجوم الإعلامي ضد المملكة، والذي تموله وتدعمه دول يزعجها الدور القيادي للمملكة ومحاربتها الجادة للتطرف والإرهاب، وبمتابعة مخرجات العمل الإعلامي الإلكتروني للخارجية، قد نرى تحركاً إعلامياً أوسع وأشمل للحفاظ على الريادة عربياً والمركز المتقدم عالمياً في التفاعل من خلال التواصل الاجتماعي.