حين قرأت قبل أيام عنوان مقال أحدهم عن الهلال وكرسي الهلال توهمت لوهلة أن ضميره الإعلامي استيقظ فجأة، ومشاعره السلبية التي يحملها تجاه الأزرق قد تلاشت فهداه الله وقرر الانتصار لمهنيته وإنصاف "الزعيم"، والكتابة عن الكرسي الذي يحمل اسم الهلال في جامعة الملك سعود ويُعنى بأبحاث التطوير الرياضي بثلاثة ملايين ريال تم دفعها من الخزينة الزرقاء خدمةً للرياضة السعودية، في سابقة لم تتكرر حتى الآن من نادٍ سعوديٍ آخر، وفي حدثٍ مر مرور الكرام على كتَّاب وصحف "الإعلام الأغبر"! حسن الظن في صاحبنا لم يدم طويلًا، فالكلمات الأولى من مقاله كشفت أن الحديث كان في مكانٍ آخرٍ، وأظهرت أنَّ الكاتب الجهبذ غاضب من كرسي الهلال الأزرق الذي أجلس عليه بعض المتطاولين عليه في مواقع التواصل، وألزمهم فيه بالاعتذار لرجاله ومنسوبيه وعشاقه عن تغريداتٍ هابطة وطائشة ورخيصة تجاوزت حدود حرية الرأي وكل الخطوط الحمراء! الغيرة التي أظهرها صاحبنا على كرامة الذين أُجْلِسوا على الكرسي الأزرق لم يظهرها أبدًا وهو يتفرج لأعوام على أولئك المتطاولين وأمثالهم وهم يمارسون إساءاتهم واستفزازاتهم بحق الهلال ورجاله وجماهيره، ويستعرضون سلاطة اللسان وما يكتنزون من مفردات السب والشتم الذي وصل بالشخص الذي يدافع صاحبنا عن كرامته إلى وصف الهلال والهلاليين بأوصافٍ وتشبيهاتٍ أكرِّم القارئ العزيز عن ذكرها! ليت ذلك الكاتب وغيره ممَّن أصابهم الكرسي الأزرق بالأرق انتصروا للهلال والهلاليين بكلمة واحدة حين كانت عبارات الشتم والتطاول والاستفزاز تنهال عليهم من أولئك المغردين الذين انتسب بعضهم للإعلام زورًا وبهتانًا، أو ليتهم عبَّروا بكلمة عن رفضهم لتلك التغريدات والتجاوزات، حتى نصدِّق أن غضبهم اليوم من كرسي الهلال نابع من منطلقاتٍ أخلاقية وإنسانية، لا مجرد غضبٍ وقهرٍ من تحرك الهلاليين المتأخر لحفظ حقوق الكيان، والضرب بيدٍ من حديدٍ على من يتجاوز حدود حرية الرأي إلى أقصى حدود قلة الأدب وغياب الضمير والوازع الديني! وتمنيت لو أن الغيرة التي أظهرها صاحبنا على كرامة أولئك المتطاولين معتبرًا أنه ينتصر للمهنة والزمالة، أظهرها في مواقفٍ أخرى قريبة لم يكن الهلال هو الطرف الآخر فيها، ولم يكن العقاب مجرد كرسي واعتذار، لكن صاحبنا كان أجبن من أن يدافع عن زملاء المهنة الحقيقيين وكرامتهم حين تعرض أحدهم للسجن بسبب شكوى من نادٍ غير الهلال، وحين حرمت الديون زميلًا آخر من حريته وأجبرت بعض الزملاء على جمع التبرعات له، لأنَّ القضية عند صاحبنا ليست إنسانية ولا مهنية، ولم يكن همه قط الزمالة ولا الأخلاق، بل كل ما أصابه ويصيبه بالأرق.. هو هذا الأزرق!