ثمة أندية حينما تخسر تتحول خسائرها إلى قضية، بل وأحيانا هذه القضية لا يمكن أن يفصل فيها أي شخص. أستثني من هذه الأندية الاتحاد، الذي بإمكان أي ناقد أو حتى عابر سبيل في الإعلام وغيره أن يقول رأيه دون أن يجد من يقول له: «وش دخلك يا الحبيب». الهلاليون قد يقبلون من أي هلالي أن يجردهم من أبسط حقوقهم أعني هنا الزعامة وربما يصل به الحال إلى المطالبة بمغادرة الإدارة من الرئيس إلى أصغر عامل في النادي، لكنهم يرفضون أي ناقد آخر من المحسوبين ميولا على أندية آخرى أن يقول رأيه في خروجهم من الآسيوية بتلك الفضيحة. لماذا أصحابي في الهلال يتحسسون من كتابات الزميل صالح الحمادي ويرفضون مني ومن فريق إعلامي آخر نصف أو حتى ربع الحقيقة في هلالهم؟. لا يمكن أن أتوقف أو يتوقف صالح الحمادي أو غيرنا في قول كلمة الحق تجاه الهلال أو أي ناد آخر، فنحن نلعب في ملعب مفتوح وسط حشد جماهيري كبير قد يفرق بين أداء هذا أو ذاك المهني. صحيح أن هناك «شتامون وشامتون»، لسنا منهم ولا نرضى أو نرتضي الإساءة للهلال أو غير الهلال بذريعة «النقد متاح للجميع»؛ لأن هناك فرقا بين أن تنقد عملا، وتشتم أو تشمت في رجل وكيان. إلا أن «الصح» بكل تجلياته قد يجده بنو هلال في آراء الصادقين معهم غير المحسوبين على توجه رئيس أو رغبات أعضاء شرف. خسر الهلاليون الآسيوية، فرددت مدرجاتهم وبأصوات عالية «العالمية صعبة قوية»، فذهب كتاب الفزعة لي ولصالح الحمادي يحملونا تبعات زلات لا ذنب لنا فيها. الهلال سيظل أمامي كيانا أثني عليه متى ما استحق الثناء، وأنتقده متى رأيت أن هناك ما يستحق النقد. صدارة الدوري، أو حتى تحقيقه، لا يمكن أن تعالج ما خلفته صدمة أربعة أولسان، ومعالجة بعض الإعلاميين «الزرق» لما رددته جماهير الهلال في لحظة غضب لا يمكن أن تقنع المدرجات الأخرى بأن العالمية سهلة وليست قوية. أما من ذهب من الهلاليين، وأعني تحديدا الزميل العزيز عبدالكريم الجاسر، لترشيح أولسان بالفوز بكأس الأندية الآسيوية دون أي احترام لممثلي الوطن، فهذا يجسد رغبة وأمنية، ولا يمكن أن نعتبره رأيا، ناهيك عن الأندية وكرامة لاعبيها التي تجاوز عليها الجاسر بقوله «سائق باص الهلال أشهر من لاعبي الأندية الآخرى»، فهذه يجب أن تضطلع خلالها لجنة الانضباط بدورها، سيما وأن المتحدث يمثل ناديا ولا يمثل نفسه. وفي جانب آخر من الباص وسائقه، أستغرب من إدارة الهلال صمتها على هذه الإساءة التي كانت من المفترض أن تجبر عبدالكريم على الاعتذار، وإن لم يكن، فلتصدر بيانا يلطف علاقتها بهذه الأندية التي وضع الجاسر لاعبيها في كفة وسائق باص الهلال في كفة.