تواصلت عروض مسابقة الإبداع المسرحي في مهرجان سوق عكاظ، حيث عرضت مسرحية "غمام" لفرقة جامعة الملك خالد بأبها في مسرح فهد رده الحارثي بجمعية الثقافة والفنون بالطائف، وهي من تأليف عبدالله عقيل وإخراج د. محمد آل مبارك، ودارت أحداثها حول مجموعة من العمال ارتحلوا عن مدينتهم لبناء مبنى في منطقة نائية، وأثناء البناء يهددهم خطر "النباش" الذي نبش قبر صديقهم الميت وتختلف حينها وجهات النظر حول حمايته من عدمها، في مقاربة مسرحية للواقع وتجسيد للخطر الذي يهدد الجميع. وفي الندوة التطبيقية التي أدارها الفنان حمود الحارثي وحضرها مخرج العمل د. محمد آل مبارك، قال المخرج والقاص عبدالعزيز عسيري إن نص المسرحية يتحدث عن خرافة "النباش" التي كانت منتشرة بين أبناء القرى قديماً، وكانوا يحرسون قبور أقربائهم بعد موتهم من ثلاثة إلى خمسة أيام، خوفاً منه لنبش القبر وأكل الجثة "لكن المؤلف لم يستطع أن يمسرح الحكاية الشعبية"، وأشار عسيري أن النص اعتمد على خمس شخصيات استخدمتْ فيها جمل قصيرة "وكان من الممكن أن يؤدي العمل ثلاثة ممثلين، حيث إن وجود خمس شخصيات أفقد النص قوته، والنص تحدث عن منطقة نائية، ليس بها إلا سياج يحيط بمبنى، ويدل على أن الأشخاص أخضعوا لسيطرة صاحب هذا المكان، ولكن كان هناك تناقض فكيف منطقة نائية وفي نفس الوقت تبعد عن المدينة نصف ساعة كما قيل في النص، وهذا التناقض أحدث إرباكاً للمخرج". وأضاف العسيري "أن المشهد الافتتاحي كان جميلاً ولكن بعد ذلك لم يحدث تطور في بقية المشاهد، وكانت المظلات عبئاً عليهم، كذلك كانت هناك تكتلات للممثلين لم يكن فيها بعد سنغورافي، وبطء شديد في الحدث، والإيقاع كان هابطاً لعدم تنوع الرؤيا". وختم العسيري قراءته النقدية للعمل بعبارة يرددها دوماً "المخرج خائن للنص.. أمين على الفكرة". وفي المداخلات بعد الندوة التطبيقية قال الفنان راشد الورثان كانت بداية المسرحية جميلة "ولكن استمرارها أتعبنا، أعتقد أننا كنا أمام بروفة، لم يكن هناك تدريبات كافية، الممثلون كانوا عمال بناء، ولكن ملابسهم كانت جديدة، يلبسون ساعات وخواتم، كان هناك محاولات للتمثيل ولم يكن هناك معايشة، وكان النطق ومخارج الحروف غير سليمة، العمل كان كارثة فأنا شاهدت ممثلاً من البداية إلى النهاية وهو نفسه مخرج العمل".