اتهامات جديدة، وإدانة من نوع آخر، وملفات تنبعث منها رائحة الفساد لتتنقل بين جميع القارات حول مونديال 2022، ضحيتها مسؤولون وإداريون.. والمستفيد هي الدوحة التي ضربت تحركاتها غير النزيهة امبراطورية الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" وزلزلت كيانه، وصار بسببها موضع شك ومصدر شبهات، وجهة لا يمكن الوثوق بها، وكلما اسدل الستار على ملف وأخذ مساره في البحث والتحقيق والرفع إلى الجهات المعنية دوليا، ظهرت ملفات أخرى تحت أكثر من مسمى للتغطية على هذا الفساد ودفنه، ولكن بما أن الفضائح متنوعة وحجمها كبير وضررها أكبر وتحت مسميات عدة لم ينفع معها النفي تارة ومحاولات التمويه تارة، فالرأس القطري حتى وإن حاول التواري تحت رمل الفضائح، إلا أنه أصبح ظاهرا بعمامة الرشاوى وثوب الأموال المشبوهة والهبات والهدايا الثمينة، والشاهد الجديد هو رئيس برشلونة السابق ساندرو روسيل الذي اضطلع بدور مؤثر لدعم هذا الملف المليء بالشبهات والحافل بكمية من أنواع التحايل والإغراءات لأكثر من شخصية في "الفيفا" واتحادات قارية أهلية، والمحرك والفاعل والمدان في آن واحد هي الدوحة التي تسعى جاهدة لترقيع ثوبها المتشقق ولكن الكثير من الادانات وشهود العصر وضعوها أمام الملأ شبه عارية من المصداقية ووثوق الناس بها. ويقول تقرير"UDEF" المعروفة بوحدة الجرائم المالية والضريبية التابعة للشرطة الوطنية الاسبانية ان روسيل قبض 30 مليون يورو من قطر لشراء الأصوات ومنحها استضافة "مونديال 2022" من خلال مسؤولين كان لهم أحقية التصويت في الانتخابات وإمكانية تلاعبه بنتائج التصويت من خلال رشاوى قدمها للقادة الأفارقة في "الفيفا" من أجل التصويت لصالح الدولة الآسيوية التي دفعت 30 مليون يورو للحصول على خدماته لمدة ثمانية أعوام وفق المعلومات المنقولة من ملف التحقيق الذي تم إغلاقه بعد يوم من اعتقال روسيل في مايو الماضي، ويذكر التقرير أن ال30 مليون التي تم جمعها بين عامي 2007 و2014 دخلت حساب شركة "بونز التسويق الرياضي" التي تعود ملكيتها لساندرو روسيل، وتم ضبط تحويلات بين 2013 و2014 من الشركة نفسها لعدد من الدول الأفريقية التي صوت رؤساء اتحاداتها في الانتخابات لصالح قطر مع الإشارة إلى التحقيق الجاري في سويسرا الذي يربط روسيل مع المؤامرة المزعومة لتزوير الانتخابات المذكورة آنفا، لاستضافة قطر لكأس العالم 2022. ويعزز تورط روسيل بالرشوة ما ورد في تفاصيل أخرى من التقرير، إذ إنه قبض فاتورة بمبلغ 499 ألفا و891 يورو، تم ايداعها في حساب الشخصي، مما يدعو للشك كونه "قبضها بشكل شخصي وفي حسابة البنكي الشخصي"، ولم تكن باسم أي من الشركات التي يملكها، وبذلك يمكن التخمين أنه قبضها كعمولة وساطة، وكان قد طُلب بعض العمليات وبعض الحسابات لروسيل من الولاياتالمتحدة وبذلك، يمكن تفهم المشاركة النشطة للغاية من السلطات الأميركية في التحقيق. وتم اعتقال رئيس برشلونة الأسبق خلال الأسابيع الماضية وإيداعه السجن على ذمة التحقيق في قضايا غسيل أموال وتهرب ضريبي إضافة لتورطه بملف قطر المحاط بالعديد من الشبه والاتهامات باعتباره المستشار الخاص لهذا الملف المشبوه.