شكلت زيارة إمام وخطيب بيت الله الحرام في مكةالمكرمة الشيخ د. صالح بن عبدالله بن حميد إلى مقر الأممالمتحدة في نيويورك، أمس الأول، حدثاً تاريخياً فريداً، فقد احتشد المسلمون من داخل المنظمة الدولية ومن خارجها لأداء فريضة الجمعة معه حيث استمعوا منه إلى خطبة الجمعة ثم أدوا معه الصلاة. من جهته أكد إمام وخطيب المسجد الحرام عضو هيئة كبار العلماء المستشار بالديوان الملكي الشيخ د. صالح بن عبدالله بن حميد: أن المملكة العربية السعودية بذلت جهوداً كبيرة في نبذ العنف ومنع نشر الكراهية والتأكيد على التعايش والعمل المشترك من أجل استقرار الشعوب وحمايتها من التطرف والعنف، مشدداً على أن أوضاع عالم اليوم تحتم على القيادات الدينية تأكيدها على براءة الأديان من نزعات الشر والإبادة التي يسبغها عليها ذوو العقول المريضة والنفوس المعتلة والمزاج الدموي. جاء ذلك خلال الاجتماع الذي عقد بالمقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك وأطلق خلاله مكتب الأممالمتحدة المعني بمنع الإبادة الجماعية والمسؤولية عن الحماية، بمشاركة مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وشبكة صانعي السلام الدينيين والتقليديين، ومجلس الكنائس العالمي، خطة عمل للقادة الدينيين والجهات الفاعلة، تهدف إلى منع التحريض على العنف الذي يمكن أن يؤدي إلى جرائم الإبادة. وقال: "في هذا العصر الذي نعيش فيه، ثمة صراعات تدور في أماكن عديدة من العالم وهو في جوهره صراع سياسي وصراع مصالح، لكن بعض الجماعات المتطرفة والمتطرفين توظفه من أجل غايات وتلبس لبوس الدين والدين منه بريء، إنها بذلك ممارسات العنف باسم الدين وحروب الإبادة المتبادلة التي أصبحت في عالم اليوم أحد مهددات السلم الإنساني، والاستقرار الوطني في أكثر من منطقة من مناطق العالم، حيث بلغت الصراعات الدينية في الشرق الأوسط ومناطق من آسيا وأفريقيا على أيدي الجماعات الإرهابية مبلغاً مخيفاً، وأصبح القتل باسم الدين مبرراً في الكثير من ممارسات العنف التي تتسبب فيها هذه الجماعات الإرهابية والإرهابيون". وأردف قائلاً : "ولما كانت كرامة الإنسان وحرمة دمه من أهم المبادئ الدينية والإنسانية ولا يجوز إهدارها لمجرد اختلاف الدين، كان لزاماً على القيادات الدينية في العالم تبيان حرمة القتل والتفجيرات الانتحارية، لاعتقاد تلك الجماعات المريضة وفهمها السقيم أن مجرد الاختلاف في الدين أو المفاهيم الدينية هو مسوغ كافٍ بذاته لارتكاب جرائم التفجير والقتل والتدمير". الشيخ ابن حميد ومن حوله بعض المسلمين في نيويورك