قمم الرياض الثلاث مع الإدارة الأميركية أسست لإستراتيجيات عمل في مكافحة الإرهاب، وتمويله، وتجنيده، وتوجت بافتتاح المركز العالمي لمواجهة الفكر المتطرف، وخرجت التوصيات والقرارات إلى حيز التنفيذ، وكانت البداية في تعرية المجهود القطري في دعم الإرهاب، واحتضان وتمويل جماعاته، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين، إلى جانب تعرية الإعلام المنحاز إلى تلك الجماعات، وإثارة الفتن، وزعزعة الأمن والاستقرار، وفي مقدمتها قناة الجزيرة. المملكة وأميركا على توافق تام في مهمة مكافحة الإرهاب، والفكر المتطرف الذي كان السبب الأول في وجوده، وعملا معاً منذ عقود طويلة في مشروع التصدي على أعلى مستوى من التنسيق الأمني والاستخباراتي، ونجحا في مهمات كثيرة كان آخرها مشاركة المملكة في التحالف الدولي الذي تقوده أميركا ضد تنظيم داعش، وتم تطهيره من الموصل، حيث كانت تهنئة الملك سلمان للرئيس الأميركي على هذا النجاح تأكيدا على عمق الشراكة بين البلدين في مكافحة الإرهاب، وإرادتهما السياسية المشتركة في توسيع مجالات العمل نحو تعزيز الأمن والسلم الدوليين. المملكة عانت كثيراً من الإرهاب ولا تزال تخوض حرباً شرسة مع تنظيماته، وتعرضت إلى أكثر من (100) عملية إرهابية منذ العام 1992، منها (18) عملية مدعومة من إيران، وأحبطت استباقياً أكثر من (270) عملية إرهابية بما فيها عمليات كانت موجهة لدول صديقة، وقبضت واقتصت من الإرهابيين، وناصحت المتورطين، ومضت على الجانب الآخر في شراكات عمل دولية لمواجهة الإرهاب، حيث أسست تحالفاً إسلامياً من (40) دولة لمواجهته أمنياً وعسكرياً وفكرياً وإعلامياً ومالياً، وانضمت إلى أكثر من (12) اتفاقية دولية، وعملت مع أميركا وإيطاليا في مهمة مكافحة تمويل داعش، ووقعت عددا من الاتفاقيات العربية والإسلامية لتنسيق الجهود الأمنية في مواجهة الإرهاب، وقدّمت دعماً سخياً بقيمة (110) ملايين دولار للمركز الدولي لمكافحة الإرهاب في الأممالمتحدة. المملكة وظّفت خطابها السياسي أيضاً لمواجهة الإرهاب على أسس واضحة من إدانة أي عمل إرهابي، أو فكر متطرف، من دون أن تفرّق بين الإرهاب والتطرف، أو جنسية أو دين أو مذهب أي إرهابي، فالإرهاب في قاموس السعودية مرفوض، ومدان، ويجب محاربته، وتجفيف منابعه، والتخلص من شروره من خلال جهد دولي مشترك على كافة المستويات. جهود المملكة مستمرة في مكافحة الإرهاب، ولن تتوقف، أو يحجبها أو يقلل منها أحد؛ فالنتائج على الواقع تكذّب من يشكك، أو يزايد، وستبقى المملكة وأميركا في شراكة عمل مستديمة في مكافحة الإرهاب؛ ليس فقط التنظيمات، وإنما الدول الداعمة له أيضاً.