ضمن العروض المسرحية والندوات التطبيقية لها في مسابقة عكاظ للإبداع المسرحي ، تم عرض مسرحية "ثقوب" لنادي طيبة المسرحي التابع لعمادة شؤون الطلاب بجامعة طيبة . يقول مؤلف ومخرج العمل فهد الأسمر "تتحدث المسرحية عن مكتسبات اكتسبناها، نكبر وتكبر معنا، من تربيتنا، اما عادات واما تعاليم، فتكون عنصراً مهماً في تكويننا، وَما اصبحنا عليه ، فتجدنا نعادي هذا ونكره هذا ونحب ذلك، دون ان نعرف لماذا؟ هل لأن من قبلنا كانوا يفعلون ذلك؟ . ومن خلال ذلك تتشكل "الثقوب" التي تنفذ من خلالها الافكار، والتي تجعلنا نتهاوى في حفر العنف الفكري والاخلاقي، حتى نصل الى طريق مسدود، فنجد انفسنا امام خيارين اما ان نستمر في نفس ما نحن عليه لنواصل الغرق في مستنقعات الفرقة والاختلاف، واما ان نعتقد ان المكان يتسع للجميع .. والمسرحية تحث على الوحدة الوطنية والترابط المجتمعي، حتى في لحظات الاختلاف في وجهات النظر، كما تتحدث المسرحية عن نبذ العنف والتطرف العنصري. وفي الندوة التطبيقية للعرض المسرحي التي أدارها الفنان صقر القرني واستضاف فيها مؤلف ومخرج العمل ، ومدير جمعية الثقافة والفنون بأبها المخرج المسرحي احمد السروي، الذي قرأ العمل وقال أن عبارة "احموا رؤوسكم" والتي انطلق بها العمل هي العبارة التي حملت رسالة هذا العمل، وهي عبارة لغوياً ولكنها محملة بالكثير من الدلائل والاشارات لثقافة هذه المجموعة التي أدت هذا العمل، وأضاف ان العمل فيه نقل لألم الواقع إلى عالم الرمز البسيط، فمكان الأحداث يشير إلى زنزانة أو معتقل، كانت حالة التمرد مسلمات اعتمدها كاتب النص، حوارات النص كانت تجيء بشيء من الرتابة والمبالغة والاستجداء، ولم نتموضع مع هذه الحوارات، والصراع لم يكن معمق يتنامى مع العمل المسرحي، افتقدنا المتعة والجمال، وفي بداية العمل المشهد البصري في المشهد الاول والثاني أضعفت العمل ولم تضف له شيئا للمتلقي. وأضاف منتقداً أن الممثلين كانت اصواتهم منخفضة، ومخارج الحروف غير واضحة، وكأننا نسير برتابة وسرعة واحدة، وهذا يعود إلى أهمية التدريب للصوت للممثلين، كما أن الأداء يعتمد على الالقاء وليس على المسرح كردة فعل حقيقي، وحركة الممثلين كانت تكرر نفسها، والشخصية الرئيسية ركزت على مستويين فقط من خمسة مستويات موجودة. كما تساءل السروي لماذا كانت الاضاءة من الخلف؟، فهي لم تعط ردة فعل الممثلين، كما استغرب من تكرار كلمة "عفن" في العمل أكثر من سبع مرات، كما أن مشاهد الفزع والخوف وهذا فيه استجداء، ويجب العمل على الصورة والحركة في العمل المسرحي. وختم السروي قراءته بأن كاتب ومخرج العمل فهد الاسمر، وقع بين أن يكون مخرجاً، وان يكون كاتباً لذلك فالرؤية في العمل رؤية واحدة. وفي المداخلات التي تلت الندوة التطبيقية قال الدكتور سيد اسماعيل أن النص لا يعد نصاً مسرحياً وهو حالة من المسرح التسجيلي، والجميل في العمل أن فهد المخرج تفوق على فهد الكاتب، واشاد بالإضاءة والتلاعب بها ، وقال الدكتور منصور الحارثي أنه لا يوجد خط درامي يربط النص من الأول إلى الأخير، ويحتاج النص إلى معالجة لربط المتلقي من البداية إلى النهاية. أما الناقد المسرحي الكويتي جمال اللهو فقد بين أن النص المسرحي يحتاج إلى إعادة ، وأشاد بالموسيقى المصاحبة للعرض .