أشعلت فرقة "نورس" من القطيف مساء أمس السبت (21 يونيو 2014) ليالي مهرجان الجنادرية المسرحي بالطائف بعرض مسرحية "زوّان"، التي تتحدث عن أسطورة شعبية محلية، وهي راعية العين التي تحرس عين زوّان، وتلا العرض ندوة تطبيقية عن المسرحية. ويرتبط اسم "عين زوان" بغرق فتاة اسمها زينة، ويُرجع سبب الغرق إلى أن راعية العين سحبت زوّان إلى جوفها، وبعد مضي سنوات جفت العيون ولم يتبقَ إلا عين زوّان وحل الطمع في نفوس الأهالي على من يمتلك المكان، حيث وضعت الراعية حجة لما اقترفته أيديهم، ليستطيع بعد ذلك أن يسيطر الغريب على أرضهم وممتلكاتهم. وحاول المخرج ياسر الحسن في العرض أن يجمع الشتيتين على عين واحدة، فاعتمد على دائرة اريك ابسن، وبدأ العرض وختمه في نفس النقطة وجعله على هيئة حلم شفاف وهذا ما شاهده المتابعون من خلال الإضاءة الباهتة التي تحملنا على أطراف الحلم الذي يتمناه الكاتب من خلال رسالته التي ترجمها عبر نص جيد على المستوى البنائي. وفي الندوة التطبيقية التي تلت العرض وأدارها الفنان مساعد الزهراني وقدمها الناقد والإعلامي الأستاذ نايف البقمي دارت عجلة النقاش، وكان نقاشا مستمرا على هذه العين "زوّان" بدأ المداخلات أحمد السروي حيث قال: قضية نقل الماء لها دلالة مختلفة وعميقة والأمر يحتاج إلى إعادة تهيئة النص الذي فيه مباشرة وتقريرية واضحة للمتلقي وبسبب ذلك غابت عناصر الدهشة والمفاجأة. أما الكاتب المسرحي فهد الحارثي فقال: العرض جميل وبه الكثير من الجهد ، ونحن نجتمع لنختلف ونتفق، ومأزق العمل هو اختلاف المنهجيات في "الكتابة، الإخراج"... ويحتاج العمل إلى وضع تصور جيد للعملية الإخراجية بدلا من الاختلاف في المنهجيات، الإضاءة تحتاج إلى الكثير من الجهد ، فتعابير الممثلين غير واضحة تمامًا ، وهذا ما سبب انخفاض خط سير العمل. وذكر محمد السحيمي في مداخلته قال: "ما لفت نظري في العمل هي الموسيقى الحية التي أدخلتنا لجو العمل بلا تكلف"، وأشاد السحيمي بمنار الغانم و علي السبع و قال " قدم الطفلين عملاً رائعًا فوق خشبة المسرح وهذا يدل على اشتغال المخرج على الممثلين. واختتم المداخلات الفنان إبراهيم الحارثي، فقال: "فرقة نورس تقدم عملا مسرحيا مميزا من خلال الخماسية التي بدأها ياسر الحسن منذ عام 2003 م بداية بمسرحية مريم و مرورا بعلامة استفهام لا أكثر ثم مريم وتعود الحكاية والباب وأخيرا زوّان، فالمتابع لهذه الخماسية يجب عليه أن يعي بأن هذه الفرقة تنحت في تجربتها السينوغرافية والنصية، ففريق العمل يريد أن يصل إلى جهة يبني فيها له عرشا مسرحيا جيدًا. وفي ختام الندوة التطبيقية، وجه المخرج ياسر الحسن شكره لجميع القائمين على نشاط الجنادرية المسرحي بالطائف، كما شكر أعضاء فريق عمله الذي قدم عرضا مسرحيا جيدا على مستوى الصورة البصرية والأداء التمثيلي الجيد. ويختتم المهرجان عروضه مساء الأحد بعرض "تصريح دفن" للكاتب إبراهيم الحارثي وإخراج ياسر مدخلي وإنتاج مُحترف كيف للفنون المسرحية في تمام التاسعة والنصف على مسرح قاعة فهد ردة الحارثي للفنون بجمعية الثقافة والفنون بالطائف.