جاء عرض مسرحيتي "السفر برلك" لفرع الجمعية بالمدينةالمنورة، و"وادي الرال" لفرع الرياض مثيرا للجدل بعد عرضهما أول من أمس كأول فعاليتين مسرحيتين في مهرجان الطائف لمسرح الشباب، إذ شن الكاتب فهد ردة الحارثي نقده اللاذع على مسرحية – السفر برلك – في أول ندوة تطبيقية لمسرحية "السفر برلك" والتي تحكي مأساة السفر التي حصلت قبل 100 عام في المدينةالمنورة، حينما تم تهجير أهل المدينة ولم يبق غير القليل من سكانها، ومعاناتهم في ترحالهم وتهجيرهم والمعاناة التي عاشها من بقي منهم في المدينةالمنورة ولم يرحل عبر القطار، حتى أتت بشائر الخير بقدوم الملك عبدالعزيز. وقال الحارثي في الندوة التطبيقية عقب عرض مسرحية "السفر برلك": "لن أتناول المسرحية بصورة نقدية تحليلية، وذلك بسبب عدم اطلاعي على النص الأصلي واكتفيت بالاطلاع على الحدث التاريخي والذي كان سببا لمشكلة عويصة لدي في ما بعد، حيث إن طاقم العمل وقع في مشكلة، فهو موضوع متشعب جدا وغني بالتفاصيل الصغيرة، إضافة إلى أن اسم المسرحية "السفر برلك" صعب في تركيبته. وقال إن المؤلف كتب القصة وفق رؤيته وتصوره ولكن هذه الرؤية وضعت باقي الفريق في ورطة، فقد تورط في استخدامه للموروث الشعبي الذي يشعر بالفرح ومخالف للواقع الذي كان فيه تهجير للأسر وتجويع، وقال: "أتمنى أن يعيد المؤلف والمخرج العمل بالعودة إلى الحقبة التاريخية للحدث". ورد مؤلف المسرحية فهد الأسمر بأن هذا النص كان تحية منه للراحل عزيز ضياء صاحب كتاب "حياتي مع الخوف والجوع والحب" والذي كان شرارة كتابة هذا النص، وقال: "أنا لم أتعمق في كتابة النص خشية من الإطالة فأخذت الأمر بصورة عامة دون التعمق في الأمور الدقيقة". وقال الكاتب محمد السحيمي في مداخلته، إن العمل يحتاج إلى بناء أساسي من البداية. وأضاف: "استفزني الكاتب أنه قرأ كتاب عزيز ضياء والذي عاشت عائلته مرارة الجوع والخوف". وقال إن قفلة العمل المسرحي قفلة درامية ممتازة حين تقوم والدة عزيز ضياء عند قدومها للمدينة بتقبيل الأرض وتلحس تراب المدينة. ووجه كلامه للمخرج بادي التميمي وقال: إن الإخراج له أبجديات لا بد من تطبيقها وربط النص بالواقع. وجاءت مسرحية "وادي الرال" عن نص مسرحية "غبار بن بجعة" للكاتب محمد العثيم. وعلق المسرحي الأردني زكريا المومني على المسرحية بقوله: "النص الذي رأيناه كان متميزاً، وإن كان في شكله العام تقليديا، ولكن لماذا لم يعتن المؤلف بأدق التفاصيل، أما الإخراج فكان واضحاً عليه الاستهلال، ولكن ليس شرطا من أوله إلى نهايته نكون على منهج واحد، فقد كانت هناك مشاهد بصرية لم تكتمل". وقال إن المكونات الموجودة على المسرح لم تستخدم بصورة جيدة، مضيفاً: "أحسست في معظم الوقت أنها عبء على الممثلين فكنا نتوقع مشاهدة تكوينات متقدمة ولكن للأسف..". وقال المخرج بسام عبدالله الدخيل إننا عملنا وفق الإمكانيات الموجودة على المسرح من حيث الإضاءة ونحوها. وعلق الكاتب محمد السحيمي بقوله: "كنت أنوي أن أقيم حد السرقة على المؤلف عبدالله الشهري.