احتضنت الخيمة الثقافية لسوق عكاظ ندوة عن الشاعر العربي دريد بن الصمة تناولت فروسيته وشعره وكرمه بدأت بتعريف مختصر عنه. قدّمه مدير الندوة د. مازن الحارثي أوجز فيه سيرة الشاعر في جانب النشأة والقبيلة وجغرافية المكان الذي عاش ثم عرج على شاعريته الممزوجة بالفروسية والإيثار ومكارم الأخلاق. وتناولت الندوة ثلاثة محاور، الأول حول مكارم وأخلاق الشاعر قدمها د. محمد الشريف، والثاني حضور دالية الشاعر في كتب التراث العربي قدمها د. محمد خير البقاعي، والثالث القراءة الثقافية لشعر دريد بن الصمة للدكتور صغير العنزي. ووسط حضور متوسط بدأ د. محمد الشريف حديثه عن الشاعر وقال: درج العربي على محبة أن يوصف بمكارم الأخلاق حياً وأن يخلد بها ذكره بعد موته فهو يرى أن ذهاب روحه خير من أن تذهب مكارم أخلاقه، وهذا ما نراه في شعر وأخبار دريد بن الصمة الذي ظلم ببيت من الشعر أصبح دالاً عليه بل دالًا على ثقافة القوم ومذهبهم في العصر الجاهلي وهو قوله: وما أنا إلا من غزية أن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشد وقال: إن دريد يؤكد في بيته أن اللحمة القبلية مهمة بعيداً عن قرار الفرد الذي يؤثر على القبيلة جمعاء والبيتان اللذان يسبقان البيت يؤكد: أن النجاة والفوز مع الجماعة ومع رأي القبيلة بشكل عام وهذا تطبيق لمعنى الرأي والشورى، وليس معنى البيت أن دريد يصف نفسه بالإمعة مع القبيلة أينما اتجهت كما حلّله البعض بشكل سطحي. وأكد د. الشريف: أن دريد لم يكن مع القبيلة شريكاً في الرأي الخطأ إلا إنه شريكاً لهم في النتائج والتبعات وكأنها تبعات لرأيه هو أمرتهم أمري بمتعرج اللوى فلم يستبينوا الرشد إلا ضحى الغد ومن خلال الورقة بين د. الشريف: أن الشاعر دريد بن الصمة جعل من مكارم الأخلاق في وقت تضعف فيه عن معظم الرجال نبراس له وهو بذلك صاحب إيثار من النوع الفريد في عصره. واختتم الشريف ورقته بمفاخرة الشاعر دريد بن الصمة بأخلاقه ومكارمه فهو يكسب المال ليس لنفسه بل لصرفه على المحتاجين، ويصبر على النوائب بالحلم والأناة بعدها قدم د. محمد خير البقاعي ورقته عن الشاعر وهي عن حضور دالية الشاعر في كتب التراث وقال: إن ما تطرقت له كتب البحث والدراسات عن شخصية بكافة جوانبها وعن شعره وتلخصت في الوقوف على الأطلال والرثاء والصبر على نوائب الدهر وقال: إن دعوة الشاعر للأخذ بالثأر ولدتها حياة الشاعر التي جبلت على الشجاعة ولكنه في نفس الوقت صاحب صبر طويل. أصبحت أقذف أهداف المنون كما يرمى الدريئة أدني فوقه الوتر ثم قدم د. صغير العنزي ورقته مركزاً على ما ذكره الأديب عبدالله الغذامي في دراسته وتحليله للشاعر دريد بن الصمة من جوانب عدة منها صورة المرأة في شعره وصورة الفارس في شعره، وصورة القبيلة في شعره. ثم تحدث عن قبيلة الشاعر التي خلقت ظروفها في شخصية الشاعر الشجاعة الصبر والحلم والأناة، وأشار إلى أن دريد بن الصمة كان ديمقراطياً في شخصيته وتجاه قبيلته، وألمح د. العنزي إلى أنه لم يجد في شعر المرأة لدريد بن الصمة وصف الجسد والجمال بل وصفها متعففة أو في خطاب الند كما حدث مع الخنساء.