لا احد ينكر اهمية دور القبيلة في التأثير على ابنائها سلبا او إيجابا، حسب ما توارثته الاجيال كابرا عن كابر، ذلك ضمن القيم والاخلاق والعادات التي يحتكم اليها جميع ابناء القبيلة، بل يصل الامر الى المفاخرة بالقبيلة حتى أنه يرى اخطاءها صوابا، في حين يرى صواب الاخرين خطأ اذا تعارض مع مصالح قبيلته، وكأنه يطبق قول الشاعر دريد بن الصمة: وهل أنا إلا من غزية إن غوت .. غويت وإن ترشد غزية أرشد يمكن أن نتقبل تلك العادات والتقاليد التي توارثتها الأجيال منذ القدم التي تدعو الى مكارم الاخلاق ومنع الظلم وحفظ الحقوق ...إلخ، هذه الأمور محمودة الا انه استحدث بعض الفعاليات لإذكاء العصبية القبيلة، بعيدا عما يتطلبه الوضع الحالي الذي ننعم من خلاله بالأمن والامان في ظل الحكومة الرشيدة. فعندما تقام المهرجانات في التمجيد بالقبيلة من خلال بطولاتها السابقة، وما حققته من انتصارات على القبائل الأخرى لتأصيله شعرا أو نثرا أو قصصا تروى يؤدي ذلك إلى إذكاء البغضاء بين أبناء القبائل. ففي احتفالات المزايين التي اشتهرت بها بعض القبائل وما تخلل ذلك من النعرات القبلية، انعكس سلبا على اللحمة الوطنية وان عصر ما قبل الدولة السعودية كان يسمح بالغزو والنهب لعدم وجود سلطة دولة يحتكم إليها. إن الدور المنوط بالقبيلة في الوقت الحالي هو ان ترتقي بأهدافها لتواكب توجه الدولة الساعية لتحقيق الامن في شتى مناحي الحياة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية ... الخ، سعيا لرفعة الوطن والمواطن. كما أن من الأمور المحمودة إنشاء صناديق للأعمال الخيرية الذين يحتاجون للعون مثل رعاية الايتام ومن في حكمهم، ومساعدة الاسر المحتاجة وتقديم العون للطلاب المتعثرة دراستهم والمساعدة في دفع الديون عن المحتاجين ومنها الديات بعيدا عن المبالغة في ذلك، والتي قد تصل الى عشرات الملايين، فلو استخدم هذا المبلغ الكبير في تحسين أوضاع الأسر الفقيرة لكان أجدر وأنفع . إن ما نحتاجه في الوقت الحاضر تكاتف الجميع للارتقاء بالوطن، بحيث تكون النشاطات والفعاليات ضمن اهداف الدولة وذلك بغرس حب العطاء والتضحية من أجل الوطن في نفوس الجميع، وأن القبيلة تعتبر لبنة في صرح الوطن وصلاحها من دعائم نهضته وتقدمه. لا ننكر أن هناك بعض القبائل لها ملتقيات سنوية يتم من خلالها تكريم الكفاءات المميزة من ابنائها الذين خدموا المجتمع والمتفوقين في إنجاز أعمال مشهود لها من قبل الدولة، ومثل هذه الملتقيات تعتبر رافدة من روافد شحذ الهمم والتنافس الشريف في خدمة الوطن بعيدا عن المناطقية الضيقة. نذكر من تلك الملتقيات ملتقى قبيلة بني شهر الذي يقام بالعاصمة الرياض تحت رعاية سمو أمير منطقة عسير، وبمباركة من أمير منطقة الرياض كون أهداف ذلك الملتقى سامية وبناءة تصب في خانة اهتمامات الدولة، بتشجيع الكوادر الوطنية التي كان لها بصمة واضحة في مجال عملها وتخصصها ليكونوا قدوة حسنة لأبناء بلدهم.